اشتدت أمس وتيرة المعارك بين مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح من جهة والقوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني في جبهات عدة، فيما أعلنت قيادة التحالف العربي إنهاء الهدنة ابتداء من ظهر امس. وأكد التحالف في بيان رسمي، أن إنهاء الهدنة جاء بسبب «تكرر الاعتداءات السافرة على أراضي المملكة بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية، واستهداف المراكز الحدودية»، وكذلك بسبب «استمرار إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية ومواصلة قصف المساكن وقتل واعتقال المواطنين اليمنيين في المدن التي تخضع لسيطرة الانقلابيين». وأكد التحالف في بيانه أنه «كان ومازال حريصاً على تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سلمي للقضية في اليمن وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية من إعادة الأمن والاستقرار» إليه. وكانت القوات السعودية تصدت ليل أمس لمحاولة تسلل باتجاه الخوبة في منطقة جازان، وقتلت 10 من المتسللين، كما ردت المدفعية على تجمعات الحوثيين وأتباع صالح في منطقة راح الحدودية شرق منطقة الخشل، واستهدف التحالف العربي مقاراً عسكرية للحوثي في صعدة. وقال مسؤول يمني ل«الحياة» أمس، إن معارك عنيفة تجددت بين رجال المقاومة ومسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح، في مدخل القبطية شمال محافظة لحج. وذكر أن المعارك تجددت بعد أن شنَّ الحوثيون هجوماً عنيفاً هو الثاني من نوعه منذ الأربعاء الماضي، من أجل السيطرة على جبل استراتيجي يطل على قاعدة العند الجوية. وفي مدينة تعز المحاصرة أفادت المصادر بأن قوات الجيش والمقاومة صدت هجوماً هو الأعنف على منطقة ثعبات شرق المدينة، بعد محاولة الحوثيين التقدم في المنطقة تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف، وأضافت أن معارك عنيفة دارت في محيط مستشفى الحمد وصالة قصر العز. وأدى القصف الحوثي، وفق مصادر طبية وشهود، إلى مقتل امرأة مسنّة إثر استهداف منزلها بقذيفة مدفعية وإصابة عدد من المدنيين، في حين ضربت طائرات التحالف مواقع المسلحين الانقلابيين في منطقة «نجد المحزامة» جنوبالمدينة، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية. وتجددت المواجهات في مديرية الوازعية غرب تعز عقب وصول عربات ودبابات من «اللواء الثالث حزم» التابع للشرعية إلى منطقة الشقيرا عاصمة المديرية لتعزيز الخطوط الهجومية للمقاومة. وأكدت مصادر المقاومة أن القوات المشتركة سيطرت على جبل الراجلة وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. في غضون ذلك منع مسلحو الجماعة وقوات صالح أكثر من 20 ناقلة محملة بالمواد الإغاثية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى المحاصرين في مدينة تعز، وقالت مصادر حقوقية إن الحوثيين أوقفوا الناقلات في منطقة مفرق الذكرة أمام محطة توفيق الغازية شمال شرق المدينة. وطاولت غارات التحالف أمس موقع الجبانة العسكري التابع للقوات الجوية شمال مدينة الحديدة وسمع دوي انفجارات ضخمة يعتقد أنها ناجمة عن احتراق مخزن للأسلحة والذخيرة، كما امتدت الضربات إلى مواقع الجماعة في مديريتي باقم والصفراء في محافظة صعدة. وجدد طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وقوات صالح غرب صنعاءوجنوبها الشرقي في مناطق جبل «النبي شعيب» في مديرية بني مطر، ومنطقة «الوتدة» في مديرية خولان الطيال، إضافة إلى مواقع أخرى في مديرية الحيمة الخارجية. وجاءت الغارات بعد ساعات من ضربات جوية أخرى على معسكرات ومخازن أسلحة في مديرية باجل القريبة من مدينة الحديدة الساحلية. وفيما تقترب المعارك من الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء في جبال مديرية نهم، تحوم شكوك كبيرة حول إمكان عقد جولة المفاوضات المقررة في 14 الشهر الجاري برعاية الأممالمتحدة، خاصة بعد تصريحات صالح الأخيرة التي أعلن فيها رفض أي مفاوضات مقبلة مع ممثلي الحكومة الشرعية قبل وقف الحرب، وكذلك في ظل عدم وفاء الحوثيين حتى الآن بالتزامهم في سويسرا بإطلاق خمسة من كبار المعتقلين السياسيين والعسكريين بينهم شقيق الرئيس هادي، ووزير الدفاع محمود الصبيحي.