لا يستمتع طلاب وطالبات المدارس والجامعات وحدهم بإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي، إذ تشاركهم مدينة الرياض الراحة من الازدحامات المرورية التي تلاشت طوال ساعات اليوم، بعكس أيام الدوام العادية التي تختنق فيها الشوارع والميادين بالسيارات، وذلك بسبب سفر كثير من السكان إلى خارج الرياض لقاء إجازتهم. وتتنفس الرياض هذه الأيام الصعداء بعد انخفاض نسبة الزحام على الطرقات الرئيسة بالتزامن مع بدء الإجازة بين الفصلين الدراسيين، إذ يلحظ قائدو المركبات للطرق الرئيسة، مثل طرق الملك فهد والملك عبدالله والملك عبدالعزيز، التي تعتبر شرايين حركة السير في المدينة تراجعاً لافتاً في الحركة المرورية، فضلاً عن الطرق الدائرية في الشمال والجنوب والشرق والغرب. ورصدت «الحياة» من خلال جولة ميدانية في مدينة الرياض أمس انخفاض الاختناق المروري في الشوارع الرئيسة الذي كانت في السابق تشهد الازدحام بشكل كبير، وفيما كان يستغرق قائد المركبة في رحلة الذهاب من شمال الرياض إلى جنوبه أو إلى وسط المدينة ساعة كاملة في أوقات الذروة، صار بالإمكان قطع المسافة نفسها في أيام الإجازة الحالية خلال ثلث ساعة، الأمر الذي وفر الكثير من الوقت والجهد. وأوضح رئيس القيادة والتحكم المروري في مرور الرياض سابقاً الخبير المروري إبراهيم أبو شرارة ل«الحياة»، أن السبب الرئيس في انخفاض الاختناق المروري بسبب الإجازة للمدارس، إذ يلجأ بعض الآباء إلى أخذ إجازة من وظائفهم والسفر إلى خارج المدينة لكي يقضيها مع أقاربهم خارج منطقة الرياض، أو إلى السفر خارج البلاد. لافتاً إلى أن هناك زيادة سنوياً كبيرة في عدد المركبات في الرياض، وفيما أشار إلى أن إحصاء نفذ قبل أعوام لفت إلى أن عدد المركبات في الرياض تجاوز مليوني مركبة، أوضح بأنه لا يوجد هناك تغيير في استيعاب الشوارع لكي تتحمل الزيادة السنوية في عدد المركبات، مضيفاً بأن أكثر الطرق لها تأثير واضح على الاختناقات المرورية هو طريق العروبة. وعبر مواطنون التقتهم «الحياة» عن ارتياحهم من انخفاض الاختناقات المرورية في الأسبوع الجاري، ورأى محمد عبدالله أن سبب انخفاض الازدحام هو مغادرة بعض المواطنين إلى البادية والمناطق الريفية بهدف الابتعاد عن صخب المدينة، فضلاً عن زيارة الأقارب، فيما ذكر نواف الخالد أن هذه الأيام تشهد إجازة طلاب المدارس، إذ يفضلون قضاءها خارج الوطن بحثاً عن أجواء أكثر ملاءمة وأماكن سياحية ممتعة، أما قائد التاكسي بدر عبدالعزيز فأشار إلى انخفاض نسبة الازدحام المروري بنسبة تقارب 90 في المئة، إذ إنه ينتقل من غرب إلى جنوبالرياض، أو من الشمال إلى الشرق في وقت يصفه بالقصير والقياسي. وتتوقع تقارير غير رسمية أنه بحلول عام 1440ه سيصل إجمالي السكان في مدينة الرياض إلى 9 ملايين نسمة، في حين يربو عدد سكانها الحالي عن ستة ملايين نسمة، مع الإشارة إلى أن سكان مدينة الرياض لم يجاوزوا في بداية النصف الثاني من القرن الماضي بضع مئات من الآلاف، الأمر الذي يؤكد أن مدينة الرياض مقبلة على زيادة ضخمة في عدد السكان، ما يبرز الحاجة إلى تطوير في قطاع النقل والإسراع في إنجاز مشاريع النقل العام.