تأكد أمس أن انتخابات الرئاسة المصرية ستنطلق مطلع الشهر المقبل بعدما حسمت اللجنة القضائية المشرفة على الاستحقاق الجدل في شأن موعد بدء الإجراءات، وأوضحت أنها ستجتمع الأحد المقبل لتحدد موعد فتح باب الترشح وغلق باب تعديل قاعدة بيانات الناخبين، ما يعني أنه بات لزاماً على وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي تقديم استقالته قبل هذا الموعد في حال أراد الترشح لإدراجه في قاعدة بيانات الناخبين. وتوقع مصدر قريب من السيسي أن يعلن وزير الدفاع استقالته بعد غد خلال لقاء مع ضباط الجيش تحضره شخصيات عامة. وقال ل «الحياة» إن السيسي سيخرج بعد اللقاء لإعلان ترشحه في الانتخابات رسمياً وتوجيه خطاب إلى المصريين يتضمن رؤيته التي سيعتمد عليها برنامجه الرئاسي. وكانت لجنة الرئاسيات أكدت في بيان أمس أنها ستعقد اجتماعاً الأحد المقبل تعلن خلاله موعد فتح باب الترشح للانتخابات الذي سيتزامن معه وقف القيد والتعديل في قاعدة بيانات الناخبين التي ستجرى على أساسها عملية الانتخاب. وأوضح عضو اللجنة القاضي عبدالوهاب عبدالرازق أن اللجنة حالياً تعد «الإجراءات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بالترتيب للعملية الانتخابية، ومن بينها تدريب موظفي الشهر العقاري على التعامل مع جهاز القارئ الإلكتروني للبيانات، وبعض الإجراءات الأخرى المتعلقة بعملية الإعداد للانتخابات تعنى بها بعض الوزارات والهيئات الأخرى». واعتبر بطريرك الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني في مقابلة تلفزيونية أبرزتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أمس أن قرار ترشح وزير الدفاع «بات واجباً وطنياً»، موضحاً أن «المصريين يرونه منقذاً وبطل ثورة 30 يونيو، ويمتلك صفة الضبط والربط المهمة جداً لنمو المجتمع المصري، ولكن للجميع مطلق الحرية في اختيار من يرونه مناسباً وفق قناعاتهم الشخصية». وشن هجوماً على جماعة «الإخوان» التي اعتبر أنها «قدمت صورة مشوهة كان لابد من محوها سريعاً وأوصلت شعبنا كله بمسلميه ومسيحييه إلى إجماع على رفضه (الرئيس المعزول محمد مرسي) والتخلص منه». واعتبر أن إدارة مرسي «لم تكن تليق بأي حال من الأحوال بمصر الحضارة والتاريخ رغم أنه كان يحكم باسم الدين»، موضحاً أن فترة حكم مرسي «شابها العديد من الأزمات والسقطات والسلبيات مع كل التيارات والأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، ووصل المجتمع كله إلى درجة الغليان من فترة حكم الإخوان، ولم يعد يتقبل هذا النمط من الحكم». وأكد أن «مصر منذ ثورة 30 يونيو وهي تسير على خريطة طريق للمستقبل وفق خطوات منظمة بدأت بإقرار الدستور الجديد، ثم الانتخابات الرئاسية». في المقابل، كثّف المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي من تحركاته قبل فتح باب الترشح، إذ التقى مساء أول من أمس قيادات حزب «مصر الحرية» الذي يقوده النائب السابق عمرو حمزاوي وطرح عليهم برنامجه الانتخابي. واعتبر صباحي في تصريحات أعقبت الاجتماع أن الانتخابات الرئاسية «المواجهة الجسورة التي يمكن أن تكون انتصاراً لثورتي 25 يناير و30 يونيو». ورأى أن «قوى الثورة ما لم تكن في وضع اشتباك دائم فلا أمل بانتصار الثورة»، مشدداً على أنه «لا يوجد انتصار كامل في وسط أوضاع معقدة مثل التي يعيشها الشعب المصري حتى يستطيع بناء دولة بالمواصفات التي يريدها». ودعا حمزاوي وأعضاء حزبه إلى الاشتراك معه «كجزء من معركتنا في الانتخابات»، مشدداً على «ضرورة أن تكون معركة الرئاسة على جدول أعمالكم وأن تشاركوا بما لديكم من أفكار في البرنامج الانتخابي لحين الرجوع إلى قواعد الحزب والاتفاق على القرار النهائي بالمرشح الذي سيدعمه». في غضون ذلك، استقبل الرئيس الموقت عدلي منصور وزير الدفاع في جنوب السودان الفريق كوال منيانق جووك الذي يزور مصر على رأس وفد رسمي. كما استقبل وزير الدفاع المصري نظيره الجنوب سوداني، وأشار بيان عسكري إلى أن اللقاء تناول «تطورات الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية، وسبل تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين في المجالات كافة. ونقل جووك تمنيات لمصر باستكمال خريطة المستقبل وتحقيق الاستقرار كونها حجر الزاوية في القارة الأفريقية بتاريخها الحضاري العريق، فيما أعرب السيسي عن ثقته في قدرة الأشقاء في جنوب السودان على وحدة الصف ونبذ الخلافات لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الجنوب سوداني في المجالات كافة، مؤكداً عمق الروابط التاريخية التي تربط بين شعوب وادي النيل».