بأمسيات شعرية وبمشاركة 18 تشكيلياً وتشكيلية وعرض مسرحي، دفع «ملتقى الوعد الثقافي» بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون ونادي المنطقة الشرقية الأدبي، الأسبوع الماضي، عجلة الثقافة «المتعطلة» في المنطقة، بعد هدوء خيّم على غالبية الفعاليات المقامة، وذلك في أربع ليال تم فيها إحياء يوم «الشعر العالمي». وقال عضو الملتقى الشاعر زكي الصدير ل«الحياة» إن الفعاليات «تؤسس لشراكة حقيقة بين جمعيات أهلية ومؤسسات ثقافية رسمية لإقامة عرس ثقافي واحد»، معتبراً هذا الأمر «يؤسس لمشاريع ثقافية وأدبية مقبلة، على رغم تعاقب مجالس الإدارات وتغيرها»، مبدياً شكره «إلى النادي الأدبي على دعمه للفعاليات، وكذلك جمعية الثقافة والفنون، التي قدمت دعم ومساعدات مهمة، بخاصة في ما يتعلق بالأجور المدفوعة للعاملين في الديكور وهندسة الصور وغيرها». وشهد مقر إقامة الفعالية في جمعية الثقافة والفنون حضوراً يندر تكراره في الفعاليات الثقافية، إذ اضطر المنظمون في الأمسيات الشعرية إلى إغلاق أبواب المسرح نظراً لكثافة الحضور من الجنسين والذي قارب 600 شخص. وشهدت الفعاليات مشاركة شعراء وشاعرات على منصة واحدة، من السعودية ومن الخليج، منهم محمد الألمعي وريم فهد ومحمد الماجد من السعودية، ومنى الصفار من البحرين، ونشمي مهنا من الكويت، إضافة لتخصيص أمسية شعرية خاصة بالمنتديات الثقافية، شارك فيها فريد النمر وعلي سباع وعلي الشيخ وقاسم المقبل ومحمد منصور ومنير النمر وناجي حرابة وياسر آل غريب. فيما علمت «الحياة» أن سبب تأخر صدور جدول الفعاليات عائد إلى عدم إرسال مجموعة من منتديات المنطقة الثقافية ممثلين عنها للمشاركة، مثل منتدى «الذكير» و«البابطين» و«ذوق» وغيرهم. وفيما ألقى الشاعر علي الدميني كلمة في يوم الشعر وخص المهرجان بقصيدة كتبها حديثاً، جرى في طرف آخر قيام محمد خضر وسعد آل سالم وأحمد الملا مالك فتيل ومريم بوبشيت وعصام خليل (مصري) ومحمد الدميني وخالد قماش، بتوقيع مجموعة من إصداراتهم الأدبية في حفلات توقيع جرت في قاعة عبدالله الشيخ، على أن يعود ريع الكتب المباعة إلى مشروع «القارئ الصغير» التابع للجمعية. وفضّل القائمون أن يتم مزج الشعر بالمسرح عبر مسرحية لمحمد الحلال بعنوان: «مجرد اقتراح»، وكان للتشكيل نصيب من هذا الكرنفال عبر معرض تشكيلي بعنوان: «غواية لون» تحت إشراف غادة الحسن وزمان جاسم، شارك فيه 18 تشكيلياً وتشكيلية، فيما تفرّغ مازن حسين لرسم لوحات «بورتريه» للضيوف، والتقطت المصورة سوزان عبدالله الصور للشعراء في ركن الجمعية بعنوان: «شعراء مرّوا من هنا». واعتبر الشاعر حسين آل دهيم فعاليات «الوعد الثقافي» سابقة تتمثل في إقامة هذا المهرجان الضخم، وتظاهرة ثقافية فنية تنوعت بين الشعر والمسرح والفن التشكيلي والتصوير الضوئي والموسيقى الحية والرسم الحر، وتوقيع ثمانية إصدارات حديثة، ذهب ريعها لمشروع «القارئ الصغير» الذي تشرف عليه «فنون الدمام»، واستمرت الفعاليات على مدى ثلاث ليال بين مسرح وبهو وقاعة الفن التشكيلي في جمعية الثقافة والفنون، مشيراً إلى أن «الوعد الثقافي» استضاف شعراء من داخل وخارج المملكة، مع عدم إغفال الصوت النسائي الذي كان علامة بارزة في المهرجان، مع استضافة شعراء مثلوا منتديات وملتقيات المنطقة، وكان من ضمن زوار المهرجان عدد من المثقفين والشعراء والروائيين والتشكيليين والمسرحيين وأهل الموسيقى، ومن ضمن الحضور المترجم الكبير صالح علماني الذي أبدى إعجابه بالبرنامج. وقال الشاعر فايز بوسيف إنه لم يحضر ملتقيات أو ندوات منذ فترة، «لكني سعدت بما وجدته من الوعد الثقافية وجمعية الثقافة، إذ إن الثقافة أصبحت تكاملية عبر الجمع بين الشعر والمسرح والتشكيل والموسيقى». وأكد أن ما شهده الحضور خلال الليالي الأربع «يعيد للأذهان حاجة الجهات الرسمية إلى إعادة تعريف الفعالية الثقافية، فلا تبقى منبرية جامدة ولكن حية بروح الفنون وتلاقح المعرفة، لأجل أن يعود الجمهور من جديد لمقاعد الفعاليات الأدبية، ونحن بهذه المناسبة في حاجة لبث روح الحياة في اقتراح إنشاء مراكز ثقافية، تترجم من خلاله طموح مزاوجة الإبداع في قوالب مختلفة».