انتهت احتفالية يوم الشعر العالمي، التي استمرت خمسة أيام، أول أمس، ومزج منظموها بين المسرح والموسيقى والتشكيل، فضلا عن منح الشعر والشعراء المساحة الأكبر في الاحتفالية، وفيما تزاحمت مقاعد مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام في اليوم الأول، الذي شهد عرض مسرحية «مجرد اقتراح»، ظهر النقص في أعداد الحضور في اليومين التاليين، لينتهي آخر يوم شعري بحضور لم يتجاوز ربع مقاعد القاعة، وصاحب تناقص الحضور «تعريض» من مثقفين وشعراء بالاحتفالية وعدم رغبتهم في حضورها، ما دعا آخرين للرد على التعريض بتعريض مقابل له واتهام لهم، واتخذ الطرفان ساحة «الفيسبوك» مكاناً لتسجيل مواقفهم مع أو ضد الاحتفالية، فيما كان «الشعر» في يومه العالمي «يتيماً». وظهر في كلمة الشاعر علي الدميني، التي ألقاها بمناسبة يوم الشعر العالمي، ما يوحي بأن الشعر لا يعود إلا على ذاته غير مراهن على الآخرين، وبدلا من أن يقرأ الدميني كلمة يوم الشعر العالمي للمديرة العامة في اليونسكو إيرينا بوكوفا، فضلا أن يتداخل معها، وقال إن «الشعر لا يراهن على احتياز شيء لذاته قدر رهانه على شغل موقعه النوعي في مسيرة الحياة»، وإن «رهاناته لا تقف به على حياديته إزاء ما يجري في معترك الحياة، ولا على اصطفافه أو غنائيته أو تأمليته وحسب، بل على الكون الشعري الذي يتخلق في جماليات النص وفي عمق دلالاته، ورهافة إحالاته إلى الذات أو الموضوع أو إلى ما ينبع من جدلهما»، مضيفا أن «الشعر لا يسعى لتبادل المواقع مع أي شكل من هذه التشكلات؛ لأنه ينتمي إلى فضاء آخر وإلى تكوين نوعي مختلف، إنه فيض الروح وينابيع الحرية وشرف الثقافة وجماليات الإبداع». وعكفت ثلاث جهات على إنجاح احتفالية يوم الشعر العالمي، تمثلت في ملتقى الوعد الثقافي وجمعية الثقافة والفنون في الدمام ونادي المنطقة الشرقية الأدبي. وخصص المنظمون اليومين الثاني والثالث من الاحتفالية ليكونا منصة إلقاء الشعراء لشعرهم، فيما كان اليوم الأول مسرحاً وافتتاح معرض، وكان اليوم الأخير ختاماً لمعرض تشكيلي شارك فيه 18 فناناً وفنانة. ورافق الشعراء في يومهم الأول عازف القانون عبدالعزيز أبو سعود، فيما رافقهم في اليوم التالي على العود الفنان محمد بوبشيت وعلى الإيقاع سامي العويس. وفيما مثّل شعراء أنفسهم في اليوم الشعري الأول، خُصص الثاني لشعراء ممثلين عن منتديات وملتقيات ثقافية. وشارك في اليوم الأول كل من الشعراء محمد زايد الألمعي، ومحمد الماجد، ونشمي المهنا، وريم فهد، ومنى الصفار، فيما مثّل المتلقيات الأدبية كل من الشعراء علي سباع، وفريد النمر، وقاسم المقبل، ومحمد منصور، ومنير النمر، وناجي حرابة، وياسر آل غريب. وتخلل يومي الشعر توقيع عدد من الإصدارات الأدبية والشعرية في قاعة عبدالله الشيخ التي احتضنت المعرض التشكيلي.