نفت مصادر أمنية لبنانية رسمية وأخرى مقربة من «حزب الله» ما بثته امس إحدى الفضائيات العربية في شأن توقيف 40 شخصاً في مدينة النبطية (جنوب لبنان) يؤلفون شبكة تجسس تعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، مؤكدة ان جهاز الأمن والحماية التابع للمقاومة الإسلامية تمكن في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي من توقيف ثلاثة اشخاص للاشتباه بهم بالتعامل مع الموساد. وفي التفاصيل، بحسب المعلومات المتوافرة ل «الحياة»، فإن جهاز الأمن المذكور أوقف في نهاية الشهر الماضي المدعو م. ع. (لبناني- 55 سنة) في حي المشاع عند الأطراف الشمالية الغربية للنبطية وعثر معه على جهاز مراقبة وتصوير موصول بالأقمار الاصطناعية وموضوع داخل مرآة سيارته وهي من نوع «مرسيدس». وأخضع الموقوف للتحقيق من قبل الجهاز عينه (الأمن المضاد) وأدلى باعترافات أولية قادت الى توقيف شخصين آخرين بتهمة التعامل مع إسرائيل والتجسس لمصلحة الموساد. وعلمت «الحياة» ان الموقوفين على علاقة ب م. ع. وهو تاجر سيارات يتنقل بصورة دائمة بين لبنان وبلجيكا وإحدى الدول الافريقية، وأن توقيفهما تم بعد يومين من توقيف الأول وفي بلدة مجاورة للنبطية. وأكد مصدر أمني لبناني رسمي ل «الحياة» توقيف م. ع. واثنين من المتعاملين معه لمصلحة الموساد، وقال ان جهاز الأمن والحماية التابع للمقاومة الإسلامية لا يزال يحتفظ بهم، وأن تسليمهم للأجهزة الأمنية اللبنانية سيتم قريباً فور الانتهاء من التحقيق الأولي معهم. ومع توقيف م. ع. والمتعاملين معه يكون عدد الموقوفين الذين يعملون لمصلحة الموساد قد ارتفع في اقل من شهر الى تسعة، بينهم 6 اشخاص موقوفين لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يشكلون شبكتين للتجسس، الأولى تضم العميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم وزوجته وابن شقيقه، والثانية تتألف من ع. م. واثنين من رفاقه أحدهما فلسطيني. وإذ رفض المصدر الدخول في تفاصيل الاعترافات التي أدلى بها ع. م. ورفيقاه أكد ان التحقيقات مع افراد هذه الشبكات متواصلة لمعرفة ما اذا كانوا على صلة ببعضهم البعض.