طهران، أنقرة، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – حذرت تركيا أمس، من أنها سترفض مناقشة عقوبات جديدة «لا نعرف تفاصيلها»، تُفرض على إيران بسبب برنامجها النووي، فيما كثفت الدول الست المعنية بالملف الذري لطهران اجتماعاتها في نيويورك للتوصل إلى قرار في هذا الشأن. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الإدارة الأميركية «مصدر الشر وانعدام الثقة». وأشار قبل خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، الى «التصريحات التهديدية» للرئيس الأميركي باراك اوباما «ضد الشعب الإيراني»، معتبراً أنه «بات واضحاً للعيان أكثر من أي وقت مضى، كذب مزاعم الإدارة الأميركية التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها تهدد شعوب العالم باستخدام الأسلحة النووية». وكرر أن مؤتمر واشنطن للأمن النووي «كان تكراراً لمسرحية» الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وخاطب الرئيس الأميركي قائلاً: «سيد أوباما إن حربكم الناعمة فقدت بريقها الآن، وشعوب المنطقة تعرف أنكم قتلتم الأبرياء، من خلال مسرحية. مصيرك لن يكون أفضل من مصير بوش الذي جاء مع تفجير كهوف أفغانستان، وأنت تهدد باستخدام السلاح النووي». وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو ان «من غير الوارد مناقشة سلسلة من العقوبات (ضد إيران)، لا نعرف تفاصيلها»، مضيفاً ان تركيا والأعضاء الآخرين غير الدائمين في مجلس الأمن لم يتبلغوا بتفاصيل العقوبات المطروحة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن داود اوغلو قوله انه سيزور طهران الأسبوع المقبل، للمساهمة في تسوية أزمة الملف النووي الإيراني. وأضاف: «أعتقد أن الوسائل الديبلوماسية لم تُستخدم في شكل كافٍ في هذه القضية. إذا فعلنا ذلك، أعتقد أننا نستطيع التوصل الى تسوية. أعتقد أننا حققنا تقدماً جدياً في محادثاتنا الأخيرة». جاء ذلك في وقت عقد مندوبو الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني اجتماعاً ثانياً في نيويورك خلال 15 ساعة والثالث خلال أسبوع، نوقشت خلاله مسودة مشروع أميركي لفرض عقوبات على طهران. وقال لي باودونغ المندوب الصيني لدى الأممالمتحدة: «أصبحنا أكثر اطلاعاً الآن على مواقف الجميع. سنواصل هذه الاستشارات». أما المندوب البريطاني مارك ليال غرانت فوصف الاجتماع الذي عُقد في مقر البعثة الأميركية لدى المنظمة الدولية واستمر أكثر من 3 ساعات، بأنه كان «بناءً جداً»، فيما أشار المندوب الفرنسي جيرار أرنو إلى أن المحادثات تجرى في شكل «جيد جداً». وقال ديبلوماسي إن المحادثات التي يجريها مندوبو الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تتكثف» وستتواصل خلال الأسابيع المقبلة وقد تصبح يومية، لإعداد مسودة قرار بفرض عقوبات على إيران تعرض على مجلس الأمن. لكن ديبلوماسيين أشاروا الى الحاجة الى مفاوضات قاسية، لردم الهوة القائمة بين الغرب من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. وتستهدف مسودة المشروع الأميركي خصوصاً «الحرس الثوري» ومجالات التسلح والطاقة والملاحة البحرية والمالية.