أظهرت دراسة بريطانية أجرتها مؤسسة «اوفكوم» ونشرت نتائجها صحيفة «ذا غارديان» انخفاض نسبة قراء الصحف الورقية من 41 في المئة في العام الماضي إلى 31 في المئة هذا العام، لتصبح مصدر الأخبار الأقل شعبية بين وسائل الإعلام المنتشرة في بريطانيا. ووفقاً لدراسة «اوفكوم»، وهي مؤسسة لتنظيم الاتصالات في بريطاينا، أصبحت الصحف وسيلة نقل الأخبار الأقل شعبية عند مقارنتها مع وسائل الإعلام الأخرى. وأوضحت الدراسة أن الصحف الورقية جاءت خلف الراديو الذي حصل على نسبة 32 في المئة، فيما حصل الانترنت على نسبة 41 في المئة والتلفزيون بنسبة 67 في المئة. وعلى رغم من أن التلفزيون لا يزال يحتفظ بنسبة وسيلة الإعلام الأكثر شعبية، إلا أن الاقبال عليه شهد انخفاضاً من 75 في المئة العام الماضي إلى 67 في المئة هذا العام. وانخفضت أيضا شعبية الراديو من 36 في المئة العام الماضي إلى 32 في المئة هذا العام. وانخفض عدد الأشخاص الذين يتابعون وسائل الإعلام التقليدية لمواكبة الأخبار من 14 في المئة إلى 11 في المئة، فيما ارتفع الاقبال على استخدام الهواتف النقالة من 21 في المئة إلى 25 في المئة. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الزيادة تعكس شعبية مصادر الأخبار الرقمية، خصوصاً بين صغار السن، وأن حوالى نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 سنة استخدموا التلفزيون لمتابعة الأخبار، فيما توجه 21 في المئة للصحف و23 في المئة للراديو من النصف الآخر الذين شملهم الاستطلاع. غير أن 59 في المئة منهم يذهبون إلى الإنترنت للتأكد من الأخبار. وتشهد الصحافة الورقية أزمة حقيقية في أرجاء العالم، وتتجسد الأزمة في إقفال الكثير من الصحف المهمة أو تقليص أرقام توزيعها وتسريح مئات العاملين. إذ يشهد الإعلام الرقمي اقبالا كبيرا مع ظهور مواقع إلكترونية جديدة، خصوصاً الإخبارية منها، وأصبحت معظم الصحف الورقية غير قادرة على دفع رواتب موظفيها وتسديد كلفة الطباعة والتوزيع، بسبب انخفاض عائدات الإعلانات. وتأثرت الصحافة بعد ظهور الإعلام الرقمي والإنترنت في شكل عام، بحكم توجه معظم الاستثمارات والجمهور إلى هذا النوع من الإعلام. وهبطت نسب التوزيع لغالبية الصحف في العالم، ومنها الصحف العربية على رغم توجه البعض للنسخ الإلكترونية التي لا تزال في الغالب مجانية، ما يؤثر اقتصادياً ومالياً على الصحف، لاسيما أن توزيع الصحف على مستوى العالم انخفض بنسبة 0.9 في المئة العام الماضي مقارنة بالعام 2012.