أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصميم بلاده على مواصلة عملياتها العسكرية في سورية، وأمر خلال اجتماع للقيادة العسكرية ب «رد فوري وقاس» ضد «أي محاولات جديدة» لاستهداف المواقع العسكرية الروسية في سورية»، في تطور يفتح على تصعيد مع تركيا في حال تكرار عمليات مماثلة لإسقاط الطائرة الروسية. ودعا بوتين إلى زيادة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وتحدث عن «تعاون مع فصائل في الجيش السوري الحر ودعم عسكري ومادي» تقدمه موسكو لها. وقال إنه كلف وزارة الدفاع ب «تنسيق التحركات مع مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي». وغير ان متحدثاً باسم الكرملين اوضح في وقت لاحق ان التنسيق العسكري الروسي هو مع «السلطات الشرعية» في سورية. وركز اجتماع الرئيس الروسي مع رؤساء الأركان وقادة القطاعات العسكرية على الوضع في سورية، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب. ولفت إعلان بوتين أنه أمر القوات الروسية في سورية بالرد «بأقسى درجة على أولئك الذين يحاولون تدبير استفزازات جديدة ضد مواقعنا، وتدمير أي قوة قد تشكل خطراً عليها»، وتأكيده أن روسيا اتخذت «إجراءات إضافية لضمان أمن العسكريين الروس وقاعدتنا الجوية التي تم تعزيز قدراتها بوسائل جديدة للدفاع الجوي، كما تنفذ الطائرات القاذفة كل عملياتها بغطاء من المقاتلات». وجدد الرئيس الروسي تأكيده على أن السبب الرئيسي للتدخل في سورية هو «تهديد داعش المباشر لنا، وليس لاعتبارات مرتبطة بالمصالح الجيوسياسية أو الرغبة في اختبار أسلحة جديدة». وقال إن «استخدام القوات الجوية والبحرية أحدث الأسلحة الدقيقة التصويب، أتاح إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية للإرهابيين، ما أدى إلى تغيير الوضع في سورية جذرياً». وأشار بوتين إلى أن تحركات سلاح الجو الروسي في سورية «تساهم في توحيد جهود الجيشين، الحكومي والحر، في محاربة تنظيم داعش» موضحاً أن «جزءاً من الجيش السوري الحر قوامه قرابة 5 آلاف عنصر، يهاجم مواقع الإرهابيين إلى جانب القوات الحكومية». وقال إن روسيا «تدعمهم من الجو»، في إشارة نادرة إلى وجود تنسيق مباشر مع فصائل في «الجيش الحر». وترافق حديث بوتين مع إقرار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تقرير قدمه خلال الاجتماع، ب «تنامي نفوذ التنظيم في سورية، حيث سيطر المتشددون على نحو 70 في المئة من البلاد». وقال شويغو إن «تعداد مقاتلي التنظيم في العراق وسورية بلغ حوالى 60 ألفاً ما يزيد مخاطر امتداد العنف إلى جمهوريات آسيا الوسطى» السوفياتية السابقة. سياسياً، أعلن الكرملين عن «تقارب في المواقف» مع البلدان المعنية في شأن «الفصل بين المعارضة والإرهابيين في سورية، على رغم خلافات ما زالت قائمة». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن التركيز ينصب حالياً على «إعداد لائحتين إحداهما للمنظمات التي يجب اعتبارها إرهابية والثانية لتلك التي يجب اعتبارها معارضة معتدلة، يمكن ويجب أن تشارك في التسوية السياسية». وفي رد غير مباشر على قرارات مؤتمر المعارضة في الرياض، قال بيسكوف إن «مصير الرئيس السوري بشار الأسد قضية يبحثها السوريون على طاولة الحوار». في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «خطأ فادحاً» إصرار الغرب على إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يعمل بشكل وثيق مع روسيا في مكافحة «داعش». وقال لافروف في روما إن التحالف الغربي الذي يقاتل «داعش» قرر «عدم التنسيق الكامل مع روسيا لأنه لا يتقبل مساندتها للأسد». وأضاف: «نحن نرى أن مصيره (الأسد) لا يجوز لأحد أن يحدده سوى الشعب السوري نفسه».