يتزايد اهتمام المستثمرين السويسريين بقطاع العقارات الدولية، وهي المرة الأولى التي يترجمون فيها أقوالهم إلى أفعال. ولافت أن معظم المستثمرين انسحبوا من الأسواق العقارية المحلية، ما أفسح المجال أمام المستثمرين الأجانب، وعلى رأسهم الآسيويون، لشراء عقارات فاخرة وذات مردود جيد، كالشقق السكنية والفنادق والفيلات. ويشير محللون إلى أن طابع المستثمر السويسري، بصرف النظر عن فئته، بات حاداً على عكس المستثمرين العقاريين الأجانب. ويعزون السبب الرئيس إلى رغبة أكثر من 16 في المئة من المستثمرين السويسريين بجني الأرباح السريعة في الأسواق المحلية. أما 84 في المئة من المستثمرين فيستطيعون الانتظار فترة أطول. بيد أن الميول الحالية تظهر، استعداد المستثمر السويسري إلى انتظار أرباحه في الخارج وليس في الداخل. ويلاحظ الخبراء أن 42 في المئة من المستثمرين هم من دول الاتحاد الأوروبي والكتلة الاسكندنافية و58 في المئة منهم خليط من مستثمرين آسيويين وعرب. ويُلاحظ المحللون سلوكاً تجارياً جيداً لديهم هو التحلي بالصبر، المفقود حالياً لدى السويسريين ربما لأنهم تكبدوا خسائر ثقيلة في أسواق السلع الأولية، على رأسها النفط هذه السنة. فمنذ الصيف يلاحظ ارتفاع الإقبال الاستثماري الأجنبي خصوصاً من المستثمرين الأوروبيين، نحو الشقق الفندقية في المدن السويسرية الكبرى، كما في جنيف وزوريخ. كما يلاحظ أن الشقق الفاخرة والفيلات تستقطب انتباه المستثمرين الآسيويين والخليجيين. أما الاستثمارات الأجنبية، لشراء الفنادق، فتراجعت حركتها في المناطق السياحية، كجبال الألب، وازدادت في المدن الصناعية. يذكر أن الاستثمارات الأجنبية في الفنادق من فئة خمسة نجوم تراجعت لكنها لم تتوقف نهائياً نظراً إلى وجود مستثمرين من أميركا الشمالية، يواصلون الاستثمار في قطاع الفنادق الفاخرة، مهما كانت الأحوال. وتشير دراسة أجراها متخصصون في المرصد الاقتصادي في مدينة لوزرن، إلى أن 76 في المئة من الاستثمارات العقارية السويسرية تتركز في الخارج وخصوصاً في بعض الدول الآسيوية كهونغ كونغ وسنغافورة، وأبرزها تطوير بناء مجمعات سكنية، ما يعكس هروباً جماعياً من الاستثمارات العقارية الفندقية. ومع ذلك، يحاول المستثمرون السويسريون دخول الأسواق العقارية الفندقية الخليجية، على رأسها السعودية وقطر، حيث تنصب الجهود على بناء فنادق فاخرة تكون في متناول النزلاء، بالتعاون مع شركاء محليين. كما تزايد الاهتمام القطري بالاستثمار في قطاع الشقق الفندقية السويسرية وحتى المطاعم.