أعلن مسؤول كردي توجيه ضربات جوية «غير مسبوقة» لقطع آخر طرق إمداد «داعش»، بين نينوى وسورية، تحضيراً لعملية وشيكة لاستعادة الموصل، فيما أكد مجلس نينوى أن التنظيم يعيش حالة «إرباك وتخبط» بسبب خسائره الأخيرة. وكان قادة عسكريون أميركيون عقدوا الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قادة عمليات نينوى في محور قضاء مخمور الواقع بين أربيل والموصل لوضع «اللمسات الأخيرة» على عملية استعادة الموصل، بالتزامن مع أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية عراقية. وقال الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة»: «لدينا معلومات مؤكدة عن تزايد حالات فرار عناصر داعش العراقيين الذين جندهم بالإكراه، وقد نقلوا أسرهم إلى العشائر في قرى منطقة الجزيرة، غرب وجنوب الموصل، وحصلت أخيراً اشتباكات مسلحة بين فارين وعناصر مما يطلق عليها التنظيم الشرطة الإسلامية، ما أدى إلى قتل 11 عنصرا من الجانبين»، وزاد أن «داعش يعاني أيضاً من فرار عناصره الأجانب باتجاه سورية، وكل ذلك تحت تأثير تقدم القوات العراقية على جبهتي الأنبار وصلاح الدين، ووصولها إلى جبل مكحول القريب من نينوى». وأوضح أن «طائرات التحالف الدولي شنت ليلة الأحد غارات غير مسبوقة على 40 موقعاً لداعش في مركز قضاء سنجار استمرت حتى ساعات صباح اليوم (أمس)»، وأضاف: «بحكم وجودي في المنطقة فإن الغارات تهدف هذه المرة إلى قطع الطريق الإستراتيجي وهو الوحيد الباقي للتنظيم في نقل الإمدادات بين الموصل وسورية، في مؤشر إلى قرب إطلاق العملية البرية لتحرير المدينة». إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس نينوى محمد إبراهيم ل «الحياة»، إن «الاجتماعات الأخيرة للمحافظ الجديد في بغداد أعطت دفعة قوية للإسراع في التحضير لتحريرها، خصوصاً ونحن نتلمس الرغبة الجدية لدى الحكومة في هذا الجانب، مع تحقيق القوات العراقية انتصارات واسعة وتقدمها لتطويق قضاء الشرقاط الواقع بين محافظتي نينوى وصلاح الدين»، لافتاً إلى أن «نقل مقر قيادة العمليات إلى قضاء مخمور، جنوب غربي إربيل، والقريب من ناحية القيارة شرق الموصل، وتهيئة ألوية، وشرطة محلية ومتطوعين، كل ذلك يؤكد قرب انطلاق عملية التحرير». وأكد أن «داعش يعاني الإرباك والتخبط أكثر من أي وقت مضى، بعد استنزاف قواه في معارك الأنبار وصلاح الدين، ناهيك عن الضربات الجوية المكثفة والمستمرة منذ أشهر على الموصل، وأيضا على الجانب السوري، لذلك نتوقع أن تكون معركة الموصل أسهل بكثير، مع تزايد نقمة الأهالي الذين ينتظر منهم أن يشنوا عمليات انتقامية ضد التنظيم».