عطلت الثلوج والأمطار المواصلات في مناطق واسعة من الولاياتالمتحدة في فترة من أشد أوقات السفر زحاماً خلال العام، بعد مقتل العشرات في عواصف بالبلاد تزامنت مع الطقس السيء الذي ضرب مناطق في أنحاء العالم خلال عطلات عيد الميلاد. وقتل أكثر من 40 شخصاً في أعاصير وفيضانات خلال موسم العطلات في الولاياتالمتحدة حيث أصدرت ولاية ألاباما الاثنين تحذيرات من أعاصير شتوية نادرة. وقال مايكل ليزيني كبير خبراء الأرصاد الجوية لدى «أكيو ويزر» إن من المتوقع أن تتعرض ألاباما ومسيسيبي ومضيق فلوريدا لأقوى عواصف. وأورد موقع «فلايت آوير» لتتبع حركة الطيران إنه تم إلغاء أكثر من 2900 رحلة في الولاياتالمتحدة الاثنين بينما جرى الإبلاغ عن تأخر 4800 رحلة أخرى. وكانت مطارات منطقة شيكاغو الأشد تضرراً حيث ألغيت مئات الرحلات مع اجتياح الثلوج والأمطار للمدينة. ومن المتوقع أن تهطل ثلوج بارتفاع أكثر من قدم (30 سنتيمتراً) على جنوب غربي ويسكونسن وجنوب شرقي مينيسوتا وتساقط الثلج بالفعل على أيوا ونبراسكا وميزوري. وأوردت الهيئة الوطنية للأرصاد إن تحذيراً من سيول صدر بالفعل في شرق ميزوري وجنوب إيلينوي. وأعلن الجيش إن 13 شخصاً لقوا حتفهم في سيول في الولايتين في مطلع الأسبوع بينهم أربعة جنود كانوا يتلقون تدريباً في قاعدة عسكرية في ميزوري. وحدثت العواصف في الولاياتالمتحدة في وقت تكافح دول أخرى في مواجهة طقس سيء وضغوط على البنية التحتية. وفي بريطانيا تم نشر مئات الجنود وأعلنت وكالة حكومية أن من الضروري «إعادة النظر في شكل كامل» في الدفاعات ضد الفيضانات بعدما غمرت المياه التي فاضت على ضفاف الأنهار مساحات واسعة من شمال إنكلترا. وضرب الطقس السيء أيضاً أجزاء من أستراليا حيث دمر قرابة 100 منزل في حرائق غابات. ودفع الطقس السيء في الولاياتالمتحدة مرشحين اثنين محتملين لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري هما حاكم نيوجيرزي كريس كريستي والسناتور ماركو روبيو لإلغاء فعاليات انتخابية في أيوا. وفي أركنساو، أعلنت السلطات إن رجلاً عمره 31 سنة، غرق في خليج صغير غمرته المياه على بعد نحو 65 ميلاً شمال غربي ليتل روك. وتم الإبلاغ عن ستة أعاصير يوم الأحد، ثلاثة في أركنساو وواحد في تكساس واثنان في مسيسبي. واتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يقضي عطلة في هاواي بحاكم ولاية تكساس غريغ أبوت هاتفياً للاطلاع على آخر التطورات وتقديم دعم إدارته المتواصل بعد أعاصير مطلع الأسبوع التي قتلت 11 شخصاً على الأقل في منطقة دالاس ودمرت نحو 1600 مبنى ومنزل. وأفاد مكتب أوباما في بيان: «نقل الرئيس تعازيه القلبية نيابة عن نفسه والسيدة الأولى في أولئك الذين فقدوا حياتهم ولكثير من الناس الذين فقدوا منازلهم». ورافقت رياح بلغت سرعتها 322 كيلومتراً إعصاراً ضرب مدينة غارلاند وقتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة عمرها 30 سنة وطفلها البالغ من العمر سنة واحدة. وقال دوغلاس آثاس رئيس بلدية غارلاند لشبكة «سي أن أن» الإخبارية: «نحن محظوظون جداً لعدم سقوط المزيد من القتلى والمصابين». وفي ضاحيتي غارلاند وروليت اللتين دمرتا بأعاصير يوم السبت في دالاس، تحول كثير من السكان إلى وسائل التواصل الاجتماعي لقص روايات النجاة وطلب المساعدة للعثور على حيواناتهم الأليفة المفقودة. وأعلنت السلطات أن عشر حالات وفاة و58 إصابة سجلت في مسيسبي علاوة على تضرر مئات المنازل. وفي جنوب ميزوري الذي غمرته الفيضانات لاذ عشرات البالغين والأطفال الذين اضطروا للفرار من منازلهم بملاجئ للصليب الأحمر. وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر جولي ستولتينغ إنها لا علم لها متى يمكن لهؤلاء العودة إلى منازلهم. وأضافت: «لكننا نقدم لهم الطعام والمأوى والخدمات الصحية». وفي أوكلاهوما، مددت الحاكمة ماري فالين حال الطوارئ لكل المقاطعات البالغ عددها 77 بعدما أدت الأمطار الثلجية إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 200 ألف منزل. في أميركا الجنوبية، ارتفعت حصيلة الفيضانات الاستثنائية التي تجتاح المنطقة الواقعة على الحدود بين البرازيلوالأرجنتين والباراغواي والأوروغواي إلى 12 قتيلاً، نصفهم في الباراغواي حيث تم إجلاء عشرات آلاف السكان من منازلهم. وأعلنت السلطات في الباراغواي أن حصيلة الفيضانات ارتفعت الاثنين إلى ستة قتلى بعد مصرع عاملين في شركة الكهرباء العامة، صعقاً بالتيار أثناء عملهما في منطقتين مختلفتين على إعادة وصل الكهرباء إليهما. وأدت الفيضانات إلى إجلاء 160 ألف شخص في الدول الأربع بينهم 140 ألفاً في الباراغواي وحدها، الأكثر تضرراً بالفيضانات. وعزت منظمة «غرينبيس» هذه الفيضانات الخطرة إلى ارتفاع نسبة المتساقطات وفقدان الغطاء الأخضر. وأفادت المنظمة البيئية في بيان أن «ارتفاع منسوب المتساقطات وفقدان الغطاء الحرجي في الأرجنتينوالبرازيل والباراغواي، وهي من الدول العشر الأكثر تأثراً في العالم بإزالة الغابات، لم يسمحا بامتصاص المياه في شكل طبيعي». وفي الأرجنتين وحدها، تمت إزالة أكثر من مليوني هكتار من الغابات بين العامين 2007 و2014، بحسب وزارة البيئة في هذا البلد. والفيضانات الراهنة هي نتيجة ظاهرة «إل نينيو» المناخية التي تحدث سنوياً في مثل هذا الوقت نتيجة تيار استوائي حار في المحيط الهادئ. وكانت الأممالمتحدة حذرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، من أن ظاهرة «إل نينيو» ستكون هذا العام من بين الأقوى منذ خمسينات القرن الماضي وقد تستمر لغاية الفصل الأول من 2016.