زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس، شمال إنكلترا حيث أغرقت فيضانات الشوارع ودفعت السلطات الى إجلاء مئات الأشخاص. تزامن ذلك مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 43، بسبب فيضانات وأعاصير ضربت جنوبالولاياتالمتحدة ووسطها. والتقى كامرون جنوداً يشاركون في عمليات الإجلاء وحماية المباني في يورك في منطقة يوركشير شمالاً، علماً أنه كان أعلن الأحد عزمه على مراجعة كل الإجراءات. وأشار إلى أن الفيضانات بلغت مستوى «يُعتبر سابقة»، وزاد: «السدود ضد الفيضانات، الدائمة والموقتة، أدت دوراً أساسياً، لكن واضح أن المياه تجاوزتها في بعض الحالات، وعلينا أن نرى ماذا يمكننا أن نفعل». وكان رئيس الوزراء تعرّض لانتقادات، إذ قال المسؤول في «الاتحاد العام للعمال» جاستن باودن: «كنا نتصوّر أن كامرون استفاد من دروس فيضانات 2013- 2014، لكن الأمر ليس كذلك كما يبدو». واعتبرت صحيفة «ذي غارديان» أن «الخطب الجوفاء، وحتى الجيش، لا يمكنها أن تحلّ مكان سياسة حقيقية للوقاية من الفيضانات». وأضافت أن «التغيّر المناخي والاستعدادات غير المناسبة، تضمن تحوّل الفيضانات حالة دائمة ومؤلمة في الحياة البريطانية مستقبلاً». ودعا المسؤول البارز في وكالة البيئة البريطانية ديفيد روك، إلى «إعادة التفكير في شكل جذري» في تدابير مكافحة الفيضانات، فيما اتهمت المعارضة العمالية حكومة كامرون بالسعي إلى تقليص النفقات المخصصة لهذه الإجراءات. وحشدت السلطات 500 عسكري لمساعدة السكان المتضررين بالفيضانات، وأعلنت أنها قد ترسل ألفاً آخرين، إذا تطلب الأمر. ونجمت الفيضانات من أمطار غزيرة هطلت على المنطقة في الأيام الماضية، فيما حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أمطار غزيرة وسط الأسبوع. وفي مدينة يورك التاريخية الواقعة في دلتا نهرَي أوز وفوس، غمرت المياه أحياء بأكملها، وتسرّبت إلى 500 مبنى ومسكن، وأغرقت سيارات، ووضع السكان أكياساً من رمل أمام منازلهم، لحمايتها من المياه. وقال مايكل أندرسن: «أعيش في يورك منذ 26 سنة، ولم أرَ المدينة في هذا الشكل». في غضون ذلك، يتعرّض شريط واسع في الولاياتالمتحدة، يمتد من جنوب غربي كندا، لعواصف وأعاصير أوقعت 43 قتيلاً في الأيام الأخيرة. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن 21 ولاية، تمتد من نيومكسيكو إلى ميشيغان، كانت في حال إنذار. بدأت العواصف والأعاصير التي نجمت من ارتفاع استثنائي في درجات الحرارة، في 23 الشهر الجاري، في جنوبالولاياتالمتحدة، حيث أعلنت ست ولايات، هي نيومكسيكو وتكساس وميسوري وألاباما وميسيسيبي وجورجيا، حال طوارئ. وأدت العواصف الثلجية والأمطار الجليدية والفيضانات، إلى إلغاء مئات من الرحلات الجوية، وجعلت الطرق السريعة غير قابلة للاستخدام. والموقع الأكثر تضرراً هو مدينة غارلاند في ضواحي دالاس، حيث دمّر إعصار رافقته رياح وصلت سرعتها إلى 320 كيلومتراً في الساعة، طرقاً بأكملها وضربت طرقاً سريعة وألحقت أضراراً بنحو 600 مبنى. وقُتل ثمانية أشخاص في غارلاند، وثلاثة في شمال شرقي دالاس. وأشار ناطق باسم الشرطة في غارلاند إلى «دمار شامل»، متحدثاً عن «عاصفة مروّعة». وفي ولاية ميسيسيبي قُتل عشرة أشخاص، فيما قُتل تسعة في أركنسو وتينيسي، وخمسة في ولاية إيلينوي وثمانية في ميسوري. وفي نيومكسيكو أعلنت حاكمة الولاية سوزانا مارتينيز، أن عاصفة أدت إلى تساقط ثلوج بلغ ارتفاعها «أكثر من 40 سنتيمتراً»، وأدت أحياناً إلى «تراكم للثلج بفعل الرياح، تجاوز ارتفاعه المترين، ما يجعل طرقات غير قابلة للاستخدام».