موسكو، واشنطن – رويترز، أ ف ب - أغلقت روسيا أمس، آخر مفاعل ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية، التزاماً بتعهد قطعته خلال قمة واشنطن للأمن النووي. وأكدت ناطقة باسم المفاعل الواقع في مدينة زهيليزنوغورسك بسيبيريا، إغلاقه أمس. وكان المفاعل بدأ العمل عام 1964 خلال عهد الزعيم السوفياتي السابق نيكيتا خروتشيف. جاء ذلك بعد إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال قمة واشنطن، إغلاق المفاعل، في إجراء اعتبره نظيره الاميركي باراك اوباما «مهماً ويظهر ريادة روسيا في شأن أمن المواد النووية، وسيعزز زخم هدفنا المشترك» في هذا الشأن. في غضون ذلك، أعلن اندرو ويبر مساعد وزير الدفاع الأميركي ان الولاياتالمتحدة ستزيد في شكل كبير موازنتها المخصصة لمكافحة اسلحة الدمار الشامل التي قد يستخدمها الإرهابيون. وتقديرات موازنة عام 2011 لتكلفة عمل «وكالة الحد من التهديدات» المكلفة مكافحة أسلحة الدمار، هي 460 مليون دولار، أي بزيادة 18 في المئة مقارنة بالسنة السابقة. وقال ويبر امام اللجنة الفرعية في مجلس النواب المكلفة التهديدات الارهابية، ان هذه الزيادة تمثل «بداية اتجاه»، مضيفاً: «جنودنا ومواطنونا معرضون لهجمات (محتملة) بأسلحة دمار شامل. يجب ان ننظم برامجنا الدفاعية كي نمنع ونردع او نقضي على هذا التهديد بفاعلية أكبر». ومهمة «وكالة الحد من التهديدات» هي حماية الولاياتالمتحدة وحلفائها من اسلحة الدمار الشامل (اسلحة كيماوية وبيولوجية ومشعة ونووية). والوكالة مكلفة التنسيق مع الاستخبارات الاميركية، لمراقبة الانتشار المحتمل لمثل هذا النوع من الاسلحة. وتعهدت 50 دولة ومنظمة شاركت في قمة واشنطن قبل ايام، التوصل في غضون 4 سنوات الى توفير الامن للمواد الانشطارية التي تواجه خطر الاستيلاء من جانب ارهابيين. وفي كانون الاول (ديسمبر) 2008، اعتبرت «اللجنة حول الوقاية من انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب»، وهي هيئة من مجلسي الكونغرس، ان «من المرجح، من دون اتخاذ اجراءات سريعة جداً وحاسمة جداً، استخدام سلاح دمار شامل في هجوم ارهابي في اي مكان في العالم من الآن حتى 2013». كما وقّع وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركية هيلاري كلينتون، بروتوكولاً يُلزم البلدين بتحويل 34 طناً من البلوتونيوم، إلى مادة أولية تُستخدم لأغراض سلمية. وقدّر رئيس مؤسسة «روس أتوم» الروسية سيرغي كيريينكو برنامج إعادة تدوير البلوتونيوم، ب2.5 - 3 بلايين دولار. وقال: «هذا البرنامج ضخم جداً، وسيكلف أموالاً طائلة، وسيقدم الأميركيون 400 مليون دولار بحسب الاتفاق، وهذا جزء بسيط مقارنة بالمبلغ الذي ستدفعه روسيا، ويبلغ 2.5 - 3 بلايين دولار».