في قرار ينذر بعرقلة جديدة لمفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وافشالها، رهنت اسرائيل الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين باستئناف المفاوضات لمدة سنة. وذكرت مصادر اسرائيلية مسؤولة ان المفاوضات مع الفلسطينيين تواجه خطرا حقيقيا واذا لم يتم التوصل الى اتفاق حول قضية الافراج عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين فقد تنهار المسيرة السياسية برمتها. وهدد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون بالاستقالة من منصبه "إذا تم الافراج عن قتلة فلسطينيين"، في إشارة للأسرى المزمع الإفراج عنهم في إطار الدفعة الرابعة المقررة في نهاية الشهر الحالي. وأضاف دانون، وهو قيادي في حزب "الليكود" اليميني، اليوم أن "إطلاق سراح المخربين يساعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويضعف الموقف الإسرائيلي". وإعتبر أن "عملية الافراج عن السجناء كان يجب أن تتم في إطار المفاوضات، لكنه في الوقت الذي لا تجرى فيه مفاوضات "لا يجوز الافراج عنهم". في سياق متصل، لم تستبعد المصادر موافقة مسؤولين اميركيين على اقتراح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، الافراج عن جوناتان بولارد، المسجون في الولاياتالمتحدة، بسبب ادانته بالتجسس لحساب اسرائيل مقابل قبول اسرائيل باتفاق الاطار مع الفلسطينيين والافراج عن سجناء من فلسطينيي 48. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مصادر ديبلوماسية غربية ان الادارة الاميركية تخشى انهيار المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، وتسعى إلى بلورة اقتراح سيتيح لنتانياهو اقناع اعضاء الحكومة بالمصادقة على اطلاق سراح السجناء الامنيين في اطار الدفعة الرابعة. وقالت المصادر الاسرائيلية ان الفلسطينيين يظهرون كجانب رافض، وبما أن الأميركيين لا ينجحون في صياغة اطار الاتفاق، فان اسرائيل لن تطلق المجموعة الرابعة من الاسرى قبل تسلمها ضمانات اميركية بشأن استمرار المفاوضات. يشار الى ان الفلسطينيين يطالبون بإطلاق سراح 30 أسيرا من أسرى ما قبل اوسلو (أ و ب)، رغم ان الاتفاق يقضي بإطلاق سراح 26 أسيرا في المرحلة الرابعة، ليستكمل بذلك العدد الذي طالبت به السلطة وهو 104 أسرى. ويدرك نتانياهو ان اقتراحه سيُقابل بالرفض بشأن اطلاق سراح اسرى فلسطينيي48، وتشير المعلومات أنه في حال المضي قدماً في عملية الافراج عن الأسرى فلن تشمل هؤلاء الأسرى، الأمر الذي من شأنه التسبب بأزمة شديدة مع الفلسطينيين. وظهر تضارب حول موعد تنفيذ العملية، وفي حين ينتظر الفلسطينيون اتمامها نهاية الشهر الجاري، تدعي اسرائيل انه لم يتم تحديد موعد لها.