حققت القوات العراقية أمس تقدماً وسط الرمادي وحررت المجمع الحكومي، بعد معارك تكبد خلالها «داعش» خسائر كبيرة، على ما أفاد مسؤولون أمنيون. وكانت القوات سيطرت على منطقة الحوز، وهي تقاطع استراتيجي باتجاه المجمع الذي تعتبر استعادته تأكيداً لتحرير المدينة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مقدم في الجيش قوله إن «القوات أصبحت قريبة جداً من المجمع الحكومي واستطاعت تحرير دائرة الصحة». وأشار إلى أن «التقدم حصل بعد اشتباكات مع عناصر داعش أسفرت عن قتل العديد منهم»، مشيراً إلى «إصابة سبعة من عناصر قوات الأمن بانفجار عدد من العبوات الناسفة». إلى ذلك، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي، أن «الجيش بات على مشارف المجمع الحكومي». وزرع التنظيم الشوارع المحيطة بالمجمع عدداً كبيراً من العبوات لإعاقة تقدم القوات، ما أبطأ عملية التحرير لكنه لم يوقفها». وتمكنت القوات من تحرير منزل زعيم عشائر الدليم ماجد عبد الرزاق العلي، الذي يقع على بعد أقل من 300 متر من المجمع. وجاء في بيان للتحالف الدولي أن طائراته نفذت غارات استهدفت مباني فيها مسلحو وقناصة «داعش»، مؤكداً أن «وضع القوات الأمنية داخل الرمادي في تطور وتقدم وسط انكسار وانهيار صفوف التنظيم». ومن الجهة الشمالية، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «قوات الجيش شرعت صباح اليوم (أمس) في تطهير المنازل التي يتواجد فيها جيوب داعش بين الطريق الدولي ونهر الفرات قرب جسر البوفراج». وتحدث عن قتل ثمانية من عناصر التنظيم، وتفكيك 260 عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطرقات. وأشار إلى محاولة «داعش» تنفيذ هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين في نقاط للجيش في مناطق البوذياب والبوفراج، لكن القوات «تمكنت من تفجير السيارتين وقتل من فيهما قبل وصولهما إلى هدفهما». وبعد الهجوم الكبير الذي شنته القوات العراقية على المدينة والذي تمكنت خلاله من اختراق خطوط دفاع «داعش»، سرعان ما تباطأ التقدم إثر انتشار القناصة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة الموزعة في شكل كثيف على الطرقات. وأعاق عمليات المدنيون والعائلات العالقة داخل الرمادي، يسعى التنظيم إلى منعهم من الخروج لاستخدامهم دروعاً بشرية. وبلغ عدد العائلات التي تم إنقاذها من مناطق الاشتباكات أكثر من 250 عائلة تم نقلها إلى معسكرات للمهجرين في الحبانية.