تضاربت الأنباء أمس إزاء أسباب تأخر تنفيذ اتفاق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم «داعش» من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق، وفق مصادر عدة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه «تم تجميد الاتفاق في جنوب العاصمة دمشق الذي يقضي بنقل 3620 شخصاً من ضمنهم 2090 عنصراً من داعش وفصائل أخرى من القسم الجنوبي للعاصمة إلى خارجها». وكان من المنتظر أن يتم صباح أمس بدء تنفيذ خطوات الاتفاق بين قوات النظام وتنظيم «داعش» ومقاتلين في جنوبدمشق. وتتضمن العملية خروج حوالى أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من ألفي مسلح غالبيتهم من تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك جنوبدمشق إثر اتفاق بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق. في المقابل، قال مصدر مطلع على ملف التفاوض لوكالة «فرانس برس» أمس: «توقف خروج المسلحين من داعش وفصائل أخرى من الحجر الأسود جنوبدمشق، غداة مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش، حيث كان من المفترض أن يؤمن هذا الفصيل خروج القافلة إلى بئر القصب» في ريف دمشقالجنوبي الشرقي ومنها إلى مناطق توجه المسلحين. وأوضح المصدر أن «الحافلات التي كان من المفترض أن تنقل اليوم حوالى 1200 شخص غادرت القدم والحجر الأسود»، مشيراً إلى أن توقيت إتمام العملية لم يعد واضحاً. وقتل علوش الجمعة في غارة استهدفت اجتماعاً لتنظيمه في الغوطة الشرقيةلدمشق. وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن وكالة «فرانس برس» بأن عملية خروج المسلحين «جمدت ولم تنته بسبب أمور لوجيستية تتعلق بصعوبة تأمين الطريق المؤدية إلى نقطة الاستلام في ريف حمص الشرقي (وسط) وريف حماة الشرقي (وسط) قبل انتقال المغادرين إلى الرقة وريف حلب الشمالي». وأشار إلى سبب ثان يتمثل بطلب مقاتلي جبهة النصرة التوجه إلى محافظة إدلب (شمال غرب) بدلاً من ريف حلب الشمالي. وتعد محافظة إدلب معقل فصائل «جيش الفتح» التي تضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية تمكنت خلال الصيف من السيطرة على كامل المحافظة باستثناء بلدتين. وأوضح مصدر مطلع آخر أن «اتفاق خروج المسلحين من جنوبدمشق ما زال قائماً، لكن حصل تأخير في العمليات التنفيذية اللوجيستية». وأفادت مصادر عدة الجمعة وكالة فرانس برس بالتوصل إلى اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية تنطبق مفاعيله على تنظيم «داعش»، كان مقرراً أن يبدأ تنفيذه السبت ببدء خروج المسلحين من المناطق الجنوبية الثلاث. وبدأت المفاوضات مع الحكومة السورية بمبادرة من وجهاء تلك المناطق بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج من حصار تفرضه قوات النظام منذ عام 2013، وفق «المرصد». ويأتي الاتفاق بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين. وينص في مرحلته الثانية على «إزالة السواتر الترابية وتسوية أوضاع المسلحين (الذين فضلوا البقاء) وتأمين مقومات الحياة وعودة مظاهر مؤسسات الدولة وتحصين المنطقة ضد الإرهاب».