نفت «جبهة ثوار سورية» توقيع اتفاق هدنة مع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) جنوبدمشق، في وقت قتل اربعة «انغماسيين» من التنظيم بعد محاولتهم تفجير سيارة لاغتيال قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في شمال غربي البلاد، حيث دارت امس مواجهات بين «جبهة النصرة» و «جبهة ثوار سورية». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن اتفاقاً على وقف إطلاق النار تم في منطقة الحجر الأسود جنوبدمشق، بين تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في المنطقة. ونص الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ الخميس على نقاط عدة بينها «وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين حتى إيجاد حل للأزمة الحاصلة» وعلى «عدم تكفير الناس، مدنياً كان أم عسكرياً» و «اعتبار العدو الأساسي لكل الأطراف هو النظام النصيري الرافضي»، في إشارة إلى النظام السوري. وذكرت «فرانس برس» أن هذا الاتفاق هو الأول من نوعه منذ توسيع تنظيم «الدولة» الجهادي سيطرته على مناطق واسعة في شمال سورية وشرقها خلال الأشهر الماضية، علماً أنه يخوض منذ كانون الثاني (يناير) معارك عنيفة ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة في مناطق واسعة من البلاد. لكن «جبهة ثوار سورية» أعلنت امس أنها لم توقع الاتفاق، الامر الذي أعلنه ايضاً «جيش الاسلام» القوي في غوطة دمشق. وقالا في بيان ان تنظيم «داعش» لا يزال هو «التنظيم الباغي» بالنسبة الى فصائل المعارضة. في شمال غربي البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين «جبهة النصرة» و «جبهة ثوار سورية» في قرية البالعة في سهل الروج في ريف إدلب الغربيّ، خلال هجوم ل «النصرة» على مقرّات تابعة للجبهة ما أسفر عن مقتل القيادي في «ثوار سورية» قصي محمد الأحمد وشقيقه بعد اعتقاله. وقال ناشطون ان الهجوم جاء رداً على اتهام «النصرة» ل «ثوار سورية» بتصفية القياديّ في «النصرة» أبو مشاري الشرعيّ في قرية القنية في ريف جسر الشغور قبل أيام. وشهدت الاسابيع الماضية توتراً بين «النصرة» و «ثوار سورية» وصل الى حد بدء الصراع العسكري، غير أن إعلان «النصرة» مشاركتها في معارك ضد قوات النظام في ريف حماة جمد الخلاف. لكن «النصرة» تقهقرت قبل يومين امام قوات النظام. الى ذلك، أحبط مقاتلون تابعون ل «ثوار سورية» في قرية دير سنبل في ريف إدلب عملية تفجير سيارة مفخخة في المنطقة كان فيها اربعة مقاتلين من «داعش». واندلعت مواجهات مع العناصر الأربعة الذين يستقلون السيارة المفخخة على الطريق بين قريتي دير سنبل والبارة، حيث قام اثنان من الانتحاريين بتفجير نفسيهما، فيما قتل مقاتلو الجبهة الاثنين الآخرين، وقاموا بتعليق جثثهم وصلبهم في الساحة العامة. وعلقوا لافتة على الجثث كتب عليها: «هذا جزاء من تسول له نفسه أن يفجر نفسه بالمؤمنين». وقتل في ريف ادلب قبل ايام جميع قادة «حركة احرار الشام» العسكريين والسياسيين بتفجير غامض. كما قتل مسلحون قائداً لتنظيم اسلامي آخر في ريف ادلب. وكان معروف أعلن الاحد الماضي «انتفاضة شاملة» ضد «داعش»، واعداً بمقاتلة التنظيم والنظام السوري في شمال غربي البلاد وريف حلب وفي شمال شرقي سورية معقل «داعش».