اعتقلت السلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة مجموعة من الشبان والفتية الذين هددوا بتخريب احتفالات عيد الميلاد المجيد في بيت لحم في الضفة الغربية. وجاءت الاعتقالات بعد توزيع بيان في مدينة بيت لحم يطالب بعدم إقامة احتفالات لمناسبة عيد الميلاد العام الحالي بسبب الهبة الشعبية وسقوط الشهداء. واعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية شابيْن شمال الضفة للتحقيق معهما في حرق شجرة الميلاد في بلدة الزبابدة ذات الغالبية المسيحية قرب مدينة جنين شمال الضفة. وقال محافظ جنين إبراهيم رمضان ل»الحياة» إن المعتقلين يخضعون للتحقيق في الحادث. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية ل»الحياة» أن بياناً يحمل اسم إحدى المجموعات المتطرفة وزع في بيت لحم مطالباً بعدم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد العام الحالي. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تعاملت بجدية كبيرة مع هذه التحذيرات، وشنت حملة اعتقالات في صفوف المشبوهين طاولت 15 شخصاً في منطقة بيت لحم، مشيرة إلى أنهم يخضعون للتحقيق. وقللت من شأن البيان الذي حمل اسم مجموعة متطرفة، مشيرة إلى عدم وجود منظم للحركات الإسلامية المتطرفة في البلاد، وأن هذه المجموعات تحمل أفكاراً متطرفة. واتخذت السلطة الفلسطينية العام الحالي إجراءات أمنية مشددة في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام، خشية حدوث أي تشويش على الاحتفالات وعلى حركة السياحة والحجيج المسيحي إلى المدينة. ووصل إلى بيت لحم عشرات آلاف الحجاج والفرق الكنسية التي أدت ترانيم ميلادية في ساحة الكنيسة، في حين عرضت شاشة صوراً من مدينة بيت لحم جنباً إلى جنب مع الموسيقى. وقاد مطران اللاتين في الأراضي المقدسة فؤاد طوال قداس منتصف ليل الخميس - الجمعة في كنيسة المهد بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد لله وجمع من المسؤولين والسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية. وألقى البطريرك كلمة تلاها نائبه بسبب وعكة صحية ألمت به قال فيها: «وقعت أحداث مؤلمة في عالمنا المحيط، وأصبح التديّن سبباً للقتل باسم الله بدلاً من كونه حافزاً للرحمة والأخوة». وأضاف: «ما نعاني منه هو غياب الرحمة من القلوب، وكأن مجيء المسيح ورسالة الميلاد قد ذهبا سدى». وتابع: «إن باب كنيسة المهد هو أحد أبواب الرحمة، ونأمل في أن يعبر منه الكثير من الحجاج خلال هذه السنة المباركة» وأضاف: «ومن بيت لحم مدينة السلام والأمل، نتذكر ونصلي هذا المساء لأجل كل ضحايا العنف أينما كانوا في فلسطين والدول المجاورة... ونفكر بملايين اللاجئين الذين يعانون البرد القاتل والفارين من مناطق الصراعات يعبرون البحر طلباً للحرية، ويتحوّل البحر إلى مقبرة جماعية... ونذكر أصحاب البيوت المهدمة والأراضي المصادرة في القدسوفلسطين، وهؤلاء إخوتنا في الإنسانية لتصبح صرختهم صرختنا ولنهدم معاً حاجز الكراهية». وحيا الدول التي فتحت أبوابها للاجئين، منها الأردن ولبنان وتركيا، وحض الدول المترددة على كسر حاجز الخوف لاستقبال هؤلاء اللاجئين.