فيما لا تبدو في الأفق تباشير حل للأزمة السياسية الداخلية التي يعيشها لبنان، فإن الانقسام على الملفات الرئيسة وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية سيرحل الى العام المقبل. وتمنى الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان «للجمهورية اللبنانية انتخاب رئيسها العتيد وللبنانيين راحة البال»، املاً بأن» تحمل الاعياد المقبلة الأخبار السارة لحظة تعود المؤسسات الدستورية الى طبيعة عهدها». وكان سليمان اتصل بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ورئيس المجلس العلوي أسد عاصي، مهنئاً بذكرى المولد النبوي الشريف ومشدداً على «ضرورة بذل كل الجهود لتثبيت أسس التعايش بين جميع اللبنانيين». وأكد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة ان «الامور في الملف الرئاسي راكدة الى ما بعد رأس السنة»، متوقعاً ان «تكون الاشهر الاولى من السنة واعدة بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً مع بداية حوار اكثر تفصيلاً بين السعودية وإيران، إضافة الى وجود نوع من تبريد الأجواء في لبنان». ورأى، ان «ما يسعى اليه العاملون في الوسط السياسي، هو تفعيل الحكومة من دون ان تكون هناك مراهنة على ان لا رئيس في المدى المنظور»، موضحاً ان «فترة ما بعد الاعياد ستشهد عودة الى البحث في قانون الانتخاب ومعاودة الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، وكل ذلك يجعلنا في حال هدوء». وحول ما يحكى عن تفكير لدى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، قال: «اظن ان الصالونات كثرت في هذه الايام حول ما سمي مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية. لا اظن ان الامور وصلت داخل قوى 14 آذار الى حد تبادل هذا النوع من المشاورات القاتلة في وحدة 14 آذار. العكس هو الصحيح والزيارة الاخيرة التي قام بها (مدير مكتب الرئيس سعد الحريري) نادر الحريري، ومعه الزميل هاني حمود للدكتور جعجع لم تكن ابداً في هذه الأجواء، وإنما كان التركيز حول تجميع صفوف 14 آذار والعمل على تنظيم ما جرى والتخفيف من وطأته». كرامي وحردان وشدد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على «ضرورة بذل جهود مضاعفة وتزخيم العمل والفعل على المستويات كافة». وأشار خلال لقائه مسؤولين حزبيّين في لبنان وسورية الى «أننا نريد بلادنا خالية من الاحتلال والعنصرية والإرهاب والتطرف والطائفية والمذهبية وهذا لا يتحقّق بالأمنيات بل بالجهد والنضال والمقاومة والصمود والتضحيات والشهداء». ودعا إلى ضرورة «الدّفع في اتجاه إنجاز الاستحقاقات في لبنان وتفعيل عمل المؤسسات وإلى مؤازرة الجيش وسورية والعراق في مواجهة الإرهاب». ودعا الوزير السابق فيصل كرامي الى «ضرورة توحيد الموقف الإسلامي لإيقاف الفتن التي تعصف بالبلاد، لأنها ان استمرت تفتك بالأمة لا تبقي ولا تذر»، مشدداً على «التعاون لوقف العنف والتطرف والغلو في الدين والعودة الى الدين الحنيف». وقال كرامي خلال مأدبة غداء تكريمية في دارته لحشد من المشايخ ورجال الدين في طرابلس والشمال، لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: «لا شك في ان جيلنا الجديد يعيش حال ضياع من كثرة الفضائيات والأقوال والآراء التي اضاعت العقول، ولقد بحثت هذا الامر مع الكثير من المشايخ الأفاضل ومع سماحة مفتي الجمهورية، ونحتاج الى علاج بعد ان اصبح الجميع في ضياع، وأنا احتك بالناس وأسمع منهم، فقد اصبحت الامور تقشعر لها الأبدان، وتقع علينا جميعاً مسؤولية التدخل لإيقاف هذه الفتنة».