أشارت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية (الأحد) الماضي، إلى نجاح شاب سوري في العبور بحراً من تركيا إلى اليونان، بعدما قطع مسافة ثمانية كيلومترات سباحة في بحر إيجة، أملاً في بدء حياة جديدة بعيداً عن الجحيم المستعر في سورية. وقالت الصجيفة أن اللاجئ السوري عامر محتر، غادر منزله الذي قصف في إحدى الغارات الجوية على دمشق، وأضطر للسباحة مدة سبع ساعات من مدينة غزيل كاملي التركية حتى جزيرة ساموس اليونانية، بسبب عدم قدرته على دفع كلفة الرحلة بالقارب للمهربين، ليبحث عن مستقبل أكثر أمناً في أوروبا. وقال محتر: "كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، وواجهت تيارات وأمواج عاتية، وأرهقتني السباحة الطويلة التي امتدت مسافتها ثمانية كيلومترات للوصول إلى اوروبا"، مشيراً إلى أنه "لم يكن الوحيد الذي قام بهذه الرحلة الخطرة من قبل". وسرعان ما انتشرت صورته على صفحة "اللاجئين في السويد" على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، بعدما نجح في الوصول إلى الشاطئ الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن محتر أضطر للسير على قدميه مدة سبع ساعات ونصف، ليتمكن من الوصول إلى أقرب ميناء لتسجيل إسمه كلاجئ في اليونان، ليقيم في أحد مراكز اللاجئين مدة شهراً قبل أن يصل إلى وجهته الأخيرة في السويد. وتحدث الشاب السوري في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، بعدما وصل إلى مركز للاجئين في السويد، قائلاً : "توقعت أن أموت في الطريق في كل ثانية، لكن واصلت المسير، وأن اأنظر إلى الطرق الوعرة والمنحدرات، وأقول: هذا هو مستقبلي"، مضيفاً "غادرت منزلي بعدما قتل صديق لي ودُمر منزل عائلتي". وأشارت الصحيفة إلى أن محتر مارس السباحة منذ أن كان في الخامسة من عمره، وانه، قبل بدء الرحلة، تلقى تدريب عليها في لبنان لشهور عدة، ودرس بعناية مسار الرحلة التي ستصله من تركيا إلى اليونان، بعدما نه أخذ معه ما استطاع حمله من ممتلكاته الخاصة وذكرياته الشخصية كي يبدأ حياة جديدة في أوروبا. يذكر أن محاولة الشاب عامر محتر لم تكن الأولى من نوعها إذ سبقتها محاولات أخرى، ففي شهر آب (أغسطس) الماضي، عبرت السباحتان السوريتان سارة ويسرى مارديني السواحل التركية إلى اليونان، بعد صراع مع المواج مدة ثلاث ساعات، لتصلا بعدها إلى برلين هربا م نيلات الحرب في سورية. وسبق أن وصل السوري هشام معضماني إلى ألمانيا بعد رحلة استمرت ست ساعات في البحر، بعدما قطع مسافة خمسة كيلومترات للوصول إلى الشواطئ اليونانية، ليستقر بعدها في ميونخ. ويحاول مئات السوريين الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي يوميًا، ساعين إلى الحصول على حياة أفضل إثر تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية بسبب الحرب في سورية المستمرة منذ خمسة أعوام.