أثار إعلان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في مؤتمر صحافي الأحد الماضي، أن تسعة جنود عراقيين بينهم ضابط في الجيش، قتلوا بنيران التحالف الدولي من طريق الخطأ، جدلاً واسعاً في الأوساط العرقية. وأدت «نيران صديقة» لغارة جوية أميركية تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إلى مقتل تسعة جنود قرب مدينة الفلوجة التي يحاصرها الجيش العراقي منذ نحو سنتين، فيما تحدثت أنباء عن أن عدد القتلى بلغ 20 جندياً. وقال العبيدي إن «الوزارة شكلت لجنة تحقيق لمعرفة أسباب قصف طيران التحالف للقطعات المتقدمة من الجيش قرب الفلوجة»، مؤكداً أن «القصف أسفر عن استشهاد تسعة جنود بينهم ضابط»، ونفى الأنباء التي تحدثت عن 20 جندياً. وكانت ميليشيا «عصائب أهل الحق» استنكرت العملية في بيان، قائلة: «بعدما حذّرنا مراراً، من أن الطرف الأميركي لا يمكن أن يكون جهة موثوقة في الحرب على داعش، نشهد اليوم دليلاً آخر على نوايا واشنطن وحلفائها في ما يُسمى بالتحالف الدولي، إذ كرّر الأميركيون قصف موقع تابع للجيش العراقي». واعتبرت الميليشيا أن «اختيار الأميركيين منطقة النعيمية الواقعة جنوب الفلوجة، لقصف مقر للجيش، سببه تقدّم الجيش في هذه المنطقة، وهو ما لا يروق لواشنطن وحلفائها الذين يسعون الى استبدال الدواعش بمجاميع أخرى لا تقل خطورة وإرهاباً عما هو موجود لدى الدواعش أنفسهم». في المقابل، أشارت قوات التحالف الدولي في بيان إلى أن «الغارة كانت بناءً على طلب ومعلومات من قوات الأمن العراقية»، مؤكدةً أنها «فتحت تحقيقاً شاملاً لتحديد وقائع توجيهه ضربة جوية». وتعهّد رئيس «لجنة الأمن والدفاع» في مجلس النواب العراقي حاكم الزاملي بالإشراف على التحقيق في شأن الحادث، وقال إن «القصف الذي شنه الطيران الأميركي ضد مقر اللواء 55 بالجيش في منطقة النعيمية جنوب الفلوجة وأدى إلى استشهاد أكثر من 20 جندياً وإصابة حوالي 30 آخرين، جاء لردع القوات المتقدمة كي لا تستمر بزحفها نحو تحرير الفلوجة»، مخالفاً الرواية الرسمية لوزارة الدفاع العراقية في عدد القتلى. من جهته، قدم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر التعازي إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأسر الضحايا، مشيراً إلى أن «كل المؤشرات تدل على أنه خطأ من النوع الذي يحدث على أرض المعركة»، مضيفاً أن التحالف «شنوا الغارة بناء على المعلومات المقدمة من الجانب العراقي». وترفض الحكومة العراقية الطلبات الأميركية بنشر عدد من المختصين في الجيش الأميركي لمرافقة قوات الجيش العراقي وإعطاء الإحداثيات الدقيقة للطيران الحربي الذي يمهد الطريق أمام قوات الحكومة العراقية قبل اقتحام أي من المواقع التي تسيطر عليها «داعش». وذكرت مصادر عسكرية أن عملية تنسيق الغارات الجوية في الأنبار بين الجيش العراقي وقوات التحالف، تجري وفق آلية معقّدة تبدأ باتصال من الوحدات القتالية للجيش العراقي بقيادة العمليات المشتركة، ومن ثم يتم نقل النداءات إلى الجانب الأميركي في غرف عمليات مشتركة في بغداد، وفي قاعدتي «الحبانية» و«عين الأسد» في الأنبار.