أعلنت السلطات الفرنسية أن ياسين صالحي المسجون بتهمة ذبح مديره ومحاولة تفجير مصنع كيميائي في منطقة ايزير في شرق البلاد، انتحر مساء أمس (الثلثاء) في زنزانته في ضاحية باريس. وقالت إدارة سجن «فلوري ميروجيس» في الضاحية الجنوبية لباريس إن «صالحي (35 عاما) كان مسجوناً في زنزانة انفرادية، ولكن لم تبد عليه أي مؤشرات على أنه قد يقدم على الانتحار». وبحسب مصدر مطلع على التحقيق فإن صالحي انتحر شنقاً بواسطة أغطية سريره التي لفها على شكل حبل ربطه على قضبان الزنزانة وتدلى منه، وتوفي في الساعة 20:15 (بتوقيت غرينتش). وكان القضاء الفرنسي وضع صالحي في نهاية حزيران (يونيو) الماضي في السجن الموقت، بعدما وجهت إليه رسمياً تهم ارتكاب جريمة قتل على علاقة بتنظيم ارهابي وخطف واحتجاز حرية بهدف الشروع في القتل وتدمير ممتلكات وارتكاب اعمال عنف متعمدة. وخلافاً للمتطرفين محمد مراح والاخوين كواشي واميدي كوليبالي أو حتى الإرهابيين الذين نفذوا اعتداءات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فإن صالحي نفى وجود أي دافع ديني خلف فعلته. واعترف صالحي امام المحكمة بجريمته، وأكد أن سبب ارتكابه للجريمة كان لأسباب شخصية بحتة ليس لها أي علاقة بمعتقداته الدينية، على رغم تنفيذها على طريقة الإرهابيين، ولكن النيابة العامة رفضت ذلك مؤكدة ان للجريمة دوافع إرهابية. وكان صالحي ذبح رب عمله وعلق رأسه على سياج واحاطه بعلمين اسلاميين، والتقط للرأس المقطوعة صورتين، احداها صورة له مع الرأس المقطوعة، والثانية صورة للجثة وعليها العلمان الاسلامين والراس موضوعة فوق الجسد، تماما كما يصور تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) جثث رهائنه بعد ذبحها. وبحسب المحققين فإن صالحي أرسل هاتين الصورتين إلى صديق له، هو متطرف فرنسي موجود في سورية، طالباً منه أن يرسلها إلى «داعش» ليبثها. وكان صالحي معروفاً لدى السلطات بميوله المتطرفة، واعتقل اثر تنفيذه هجوماً قام خلاله بصدم شاحنة مليئة بعبوات الغاز في مخزن يحتوي على مواد كيميائية خطرة ما تسبب في انفجار. وعثر رجال الإطفاء على صالحي وهو يحاول فتح عبوات الغاز داخل المصنع، قبل أن يعثروا على رأس مديره في العمل هيرفي كورنارا (54 عاماً).