قال مصدر قريب من التحقيق في فرنسا إن المتشدد الإسلامي المشبوه بشن هجوم على مصنع للمواد الكيماوية اعترف بقتله رئيسه في العمل. وقال ياسين الصالحي (35 سنة) للمحققين إنه قتل إرفيه كورنارا في موقف للسيارات قبل القيادة إلى مصنع الكيماويات في منطقة سان كونتان فالافييه التي تبعد 30 كيلومتراً جنوبي ليون حيث حاول التسبب بانفجار في المكان. وعثرت الشرطة على جثة كورنارا (54 سنة) مقطوعة الرأس في موقع الهجوم حيث لم تقع أي إصابة أخرى. واحيل صالحي الى مقر شرطة مكافحة الارهاب قرب باريس بعد ان بدأ يدلي بأقواله أمام المحققين و»توضيح سير الوقائع» كما أفاد مصدر قريب من الملف. وحذر رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس من أن فرنسا تواجه «تهديداً ارهابياً خطيراً»، مشيراً الى «حرب حضارات يشنها الجهاديون ضد القيم الانسانية العالمية». وتابع فالس في برنامج بثته وسائل إعلامية عدة ان «المعركة ستكون طويلة، ولا نستطيع ان نطالب بنتائج فوراً»، مؤكداً ان الوسائل الامنية والاستخباراتية التي وضعتها الحكومة «بمستوى التهديد». واشارت العناصر الاولية للتحقيق الى ان صالحي ارسل صورة «سيلفي» مع رأس ضحيته الى رقم هاتف كندي. لكن تحديد مكان اتصاله لم يعرف ويمكن ان يكون الرقم مجرد محول قبل انتقاله الى وجهة اخرى. واعلنت كندا السبت تعاونها في التحقيق الفرنسي، سعياً الى التوصل الى معرفة مسار صورة «السلفي» وتحديد الجهة المرسلة اليها. وينظر المحققون في احتمال وجود «صلة سورية»، فيما حددت اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية هويات 473 «جهادياً» فرنسياً موجودين حالياً في سورية والعراق. وليس لدى السلطات الفرنسية حالياً، ما يدفعها الى الاعتقاد بأن صالحي سبق ان توجه الى سورية أو العراق. وتم تمديد توقيف صالحي الذي بدأ مساء الجمعة على ذمة التحقيق وكذلك زوجته وشقيقته اللتين اوقفتا ايضا الجمعة. ويمكن ان يستمر التوقيف على ذمة التحقيق 96 ساعة في حال ارتكاب جريمة ارهابية. وعثر على رأس الضحية كورنارا معلقاً على سياج في مكان الاعتداء، وهو مصنع للغازات الصناعية في سان كانتان فالافيه على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من مدينة ليون. وكان صالحي وهو أب لثلاثة أولاد حضر بسيارة خدمة في وقت مبكر الجمعة امام مصنع الشركة الاميركية «ار بروداكت» وبحكم كونه موظفاً، تمكن من الدخول بسهولة الى الموقع المصنف بأنه حساس. ثم اندفع بسيارته الى عنبر محدثاً انفجاراً كبيراً لكن من دون اصابات. وتمكنت فرق الاطفاء التي ارسلت الى المكان من السيطرة عليه فيما كان يحاول القيام بتفجير ثان. واحدث ذلك صدمة جديدة في فرنسا بعد مرور اقل من ستة اشهر على الاعتداءات التي ادمت باريس. ويسعى المحققون الى تكوين صورة اوضح للمشبوه الذي صنفته اجهزة الاستخبارات عام 2006 في خانة التطرف ثم رصدته مجدداً بين 2011 و2014 لعلاقته بتيار سلفي، لكن لا سجل عدلياً له. ويتساءل المحققون هل تحرك منفرداً او بالتواطوء مع شركاء. وافادت مصادر متطابقة بانه اعتنق افكاراً متطرفة في بوتارليه (شرق) باتصاله مع فريديريك جان سالفي الملقب ب»علي» الذي اعتنق الاسلام ويشتبه بأنه دبر اعتداءات في اندونيسيا مع ناشطين من تنظيم «القاعدة». وثمة تساؤلات حول وجود شعارات مع كتابات اسلامية قرب رأس الضحية المعلق على السياج ما يذكر بجرائم «داعش»، علماً ان هذا التنظيم لم يتبن الاعتداء في فرنسا. وأثار الهجوم مخاوف من تصاعد مشاعر الكراهية ضد حوالى خمسة ملايين فرنسي مسلم بعد ان اعقب اعتداءات كانون الثاني (يناير) الماضي في باريس، تصعيد كبير للأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا.