اقتصرت التحركات الكبيرة في أسواق العملات الرئيسة أمس على الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، إذ تعززا بتحسّن أسعار النفط والآمال بمزيد من الخطوات الرسمية لدعم النمو في الصين. وتحرّك الدولار والين واليورو والجنيه الإسترليني في نطاقات ضيقة مع تنامي ثقة المتعاملين والمحللين بعدم حدوث تحركات كبيرة حتى نهاية العام الحالي وسط أحجام تداول هزيلة. وارتفع كل من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي نحو 0.5 في المئة، وزاد اليوان الصيني قليلاً أمام الدولار لليوم الثاني، موقفاً موجة تراجعات هبطت به إلى أدنى مستوياته منذ خفض قيمته في آب (أغسطس) الماضي. وفي عمليات القطع اليومي لليوان هذا الأسبوع، أوقفت بكين الخفض المطرد لقيمة العملة الذي بدأته أوائل الشهر الجاري. وارتفعت العملة في التعاملات الخارجية نحو 0.2 في المئة إلى 6.5365 يوان للدولار. وسجل اليورو 1.0914 دولار بعد صعوده في التعاملات الأميركية أول من أمس، بينما ارتفع الدولار 0.1 في المئة إلى 121.08 ين، بعدما بقي داخل النطاق الضيق بين 121.16 و121.50 ين أول من أمس. إلى ذلك أبقى المصرف المركزي التركي أمس سعر إعادة الشراء لأسبوع واحد، وهو سعر الفائدة الرئيس، من دون تغيير عند 7.5 في المئة، في خطوة مفاجئة يُرجح أن تؤجج المخاوف من التهديدات لاستقلالية المصرف. وأبقى المصرف سعر الاقتراض لأجل ليلة واحدة عند 7.25 في المئة، وسعر الإقراض لأجل ليلة عند 10.75 في المئة. وكان 14 من 16 محللاً استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم توقعوا رفع سعر إعادة الشراء وسعر الاقتراض لأجل ليلة، وقال معظمهم إن الزيادة ستكون 0.5 في المئة، بينما لم يتوقع أحد تغيير سعر الإقراض الذي يعد سقف «نطاق» العائد على أموال ليلة واحدة. من جهة أخرى حافظ الذهب على المكاسب التي حققها في موجة صعود استمرت يومين، بدعم من هبوط الدولار، ولكن نزول أسعار النفط وحالة الضبابية في شأن وتيرة رفع أسعار الفائدة الأميركية في المستقبل كبحا ارتفاع المعدن الأصفر. وبينما تلقى الذهب دعماً من زيادة كبيرة في أصول أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب الأسبوع الماضي، يدل استئناف التدفقات الخارجة هذا الأسبوع على أن المستثمرين مازالوا حذرين. واستقر سعر الذهب في التعاملات الفورية عند 1079.20 دولار للأونصة، بعدما ارتفع 2.5 في المئة خلال الجلستين الماضيتين. وزادت أصول صندوق «اس بي دي آر»، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب، بنحو 19 طناً نهاية الأسبوع الماضي، وهي الزيادة الأولى في شهرين والأكبر في أربع سنوات، ولكن تبعتها تدفقات خارجة بمقدار ثلاثة أطنان أول من أمس. وهبط سعر الفضة 0.1 في المئة إلى 14.25 دولار للأونصة، والبلاديوم 0.12 في المئة إلى 548.4 دولار، فيما ارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 874.45 دولار للأوقية. إلى ذلك أظهرت بيانات لصندوق النقد الدولي أمس، أن روسيا وقازاخستان واصلتا شراء الذهب وعززتا احتياطاتهما منه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وزادت قازاخستان احتياطاتها من الذهب إلى 7.03 مليون أونصة، أي 218.657 طن، مضيفة نحو طنين إلى احتياطاتها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهي الزيادة الشهرية ال38 لها على التوالي. وأضافت روسيا 22 طناً إلى احتياطاتها من الذهب لتبلغ 1392 طناً، أي 44.78 مليون أونصة، في تاسع زيادة شهرية على التوالي. وزادت تركيا، التي تحتسب احتياطات المصارف التجارية جزءاً من احتياطاتها الوطنية، احتياطات الذهب لديها نحو تسعة أطنان في تشرين الثاني الماضي. بدوره، أعلن المصرف المركزي الصيني شراء نحو 21 طناً من الذهب في تشرين الثاني. ويمكن لعمليات الشراء والبيع الكبيرة التي تنفذها مصارف مركزية، التأثير في أسعار الذهب التي تتحرك حالياً قرب أدنى مستوياتها في 6 سنوات.