طهران، واشنطن، لندن، باريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - وصفت إيران قمة الأمن النووي التي تستضيفها واشنطن الأسبوع المقبل، بأنها «مسرحية للتظاهر بخفض الأسلحة»، مشيرة في الوقت ذاته الى انها دعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى المشاركة في مؤتمر حول نزع السلاح الذري تعقده بعد قمة العاصمة الأميركية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست، في اشارة الى قمة واشنطن، ان «الدول التي تمتلك الأسلحة النووية تريد تنظيم مسرحية للتظاهر بخفض الأسلحة، وان تعلن أنها تنسّق وتخطط لإدارة العالم مستقبلاً. يصعب أن تصدّق الشعوب هذه المزاعم». واستبعد «نجاح مؤتمرات مماثلة، ما دام بعض الدول الذي يمتلك الأسلحة النووية يسعى إلى تحديث أسلحته، محاولاً حرمان دول أخرى من امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية». وشدد على ان «نزع الأسلحة النووية يتحقق فقط من خلال إرادة الدول المستقلة والحرة التي تعمل في هذا المجال». وعلّق مهمان برست على عدم توجيه الولاياتالمتحدة دعوة إلى إيران للمشاركة في قمة واشنطن، لافتاً الى ان «لا سبب لتحضر طهران مؤتمراً تشارك فيه دول تملك أسلحة نووية، لأن إيران لا تملكها». واشار مهمان برست الى ان المؤتمر الذي تستضيفه طهران في 17 و18 من الشهر الجاري، يستهدف «وضع تصوّر عملي لآلية نزع السلاح النووي في العالم، وفتح آفاق جديدة نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية، في ظل وجود إرادة دولية». وأعلن ان ايران دعت بان كي مون وأمانو إلى المشاركة في المؤتمر، مؤكداً حضور وزراء خارجية 10 دول مجاورة، إضافة الى وفود رفيعة المستوى. جاء ذلك بعد إعلان طهران الجمعة، تدشين «جيل ثالث» من أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد ان السياسة النووية الإيرانية «منطلقة في طريق لا عودة فيها. إيران دولة نووية، سواء أقر أعداؤها بذلك أم لا». وخاطب القوى النووية قائلاً: «إذا أردتم منع الانتشار ونزع السلاح (الذري)، انزعوا سلاحكم أنتم، وسلاح أصدقائكم». واعتبر الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن كشف إيران جهاز الطرد الجديد يوحي بأن برنامجها النووي «ينطوي على نيات شائنة». وقال: «لهذا السبب بالذات، نواصل العمل في إطار المجتمع الدولي على إجراءات إضافية، عقوبات تثبت لإيران أن فشلها في التزام تعهداتها ستكون له عواقب». وأضاف: «إذا أرادت إيران أن يصدق المجتمع الدولي ما تقول، وأن نياتها سلمية في برنامجها النووي، لا تحتاج بالتالي الى اجهزة طرد مركزي اكثر سرعة او من الجيل الثالث». وفي لندن، أعرب ناطق باسم الخارجية البريطانية عن «قلق شديد حيال البرنامج النووي لإيران التي فشلت في طمأنة المجتمع الدولي الى ان برنامجها مخصص لأغراض بحت سلمية». في غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الصين أصبحت «مقتنعة منذ شهر» بأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مريب. الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول فرنسي قوله إن الأميركيين والفرنسيين نجحوا في ضم الصين الى جهود فرض عقوبات على إيران، لكن عليهم إقناع دول أخرى لضمان نيل الغالبية المطلوبة في مجلس الأمن. وأضاف أن مضمون القرار الدولي بات شبه ثانوي، إذ في ظل التحفظات الروسية، والصينية خصوصاً، إزاء أي تدابير قسرية، «نعلم ان العقوبات ستكون سخيفة، لكن المراد منها هو قرار سادس» بعد خمسة قرارات أصدرها المجلس. وقد تمتنع الصين عن استخدام حق النقض (الفيتو)، لكن صدور أي قرار عن مجلس الأمن يتطلب موافقة 9 دول من بين أعضائه ال15، وبالتالي فإن العدد الضروري ليس متوافراً حتى الآن.