احتفل موقع البحث الشهير «غوغل»، الأربعاء الماضي، بالذكرى ال245 لميلاد عملاق الموسيقى الكلاسيكية لودفج فان بيتهوفن، بوضع صورته على محرك البحث، بالإضافة إلى إمكان تشغيل إحدى معزوفاته عبر الصفحة الرئيسة للموقع. ووُلد بيتهوفن في 16 كانون الأول (ديسمبر) 1770، في مدينة بون الألمانية، وظهرت موهبته الموسيقية المتميزة في سن مبكرة، ونُشرت أعماله الأولى حين كان يبلغ 12 عاماً فقط. وتعلم الموسيقار الشهير العزف على آلتي البيانو والكمان على يد أبيه الذي كان مدمناً على الكحول، بينما توفيت والدته عندما كان في سن 17 عاماً. وبسبب هذه الظروف العائلية الصعبة، لم يستطع بيتهوفن تحقيق حلمه بالسفر إلى فيينا لاستكمال دراسة الموسيقى، لكن حاكم مدينته قرر أن يحقق حلمه وأرسله إلى هناك عام 1789 حيث التقى الموسيقي جوزيف هايدن وتتلمذ على يده. لكن خلافات وقعت بين الرجلين فرقت بينهما فاتجه إلى معلمين آخرين من بينهم الشهير أنطونيو سالييري. وأسهمت كل هذه الدروس والاحتكاكات في تكوين شخصية بيتهوفن الفنية. وشق الموسيقار الشاب طريقه في عاصمة الموسيقى حيث وجد مكانة خاصة في الأوساط الأرستوقراطية، وأُعجبت به الأسرة الملكية وأصبح صديقا لها. وعلى رغم شهرته الواسعة وعلاقاته بالملوك، إلا أنه عاش ومات فقيراً. واشتهر بيتهوفن بأنه المبدع الموسيقي الذي لا يسمع، لكنه لم يكن أصماً منذ ولادته، وانما بدأت إصابة بصمم بسيط عام 1802، وتطور مرضه حتى خسر سمعه تماماً مع بلوغه 45 عاماً. وفي الفترة المُتأخرة من حياته المهنيّة، خصوصاً عام 1815، اختلف أسلوبه وتميزت موسيقاه بعمقها الفكري والابتكار في التأليف. وكان من أشهر ما ألفه في هذه المرحلة هي السيمفونية التاسعة، وآخر خمسة ألحان موسيقية ألفها على البيانو، وآخر خمس رباعيات وترية. وعلى رغم أنه كان يمزح في مرضه، وانتج كثيراً من المقطوعات المؤثرة بعده، إلا أن رسائله كشفت، في وقت لاحق، أنه كان يعاني من اكتئاب وعزلة داخل مجتمعه، لأنه كان يخشى أن يستغله الآخرون. وتوفي بيتهوفن عام 1827 عن عمر ناهز 56 سنة. وخُلدت أعماله إلى يومنا هذا، واستُخدمت في كثير من الأفلام الشهيرة منها: «فانتازيا» و «فيرليس» (بلا خوف)، و«بيفور سانرايز» (قبل شروق الشمس)، و«هارد تارغت» (الهدف الصعب). وما زالت أعماله من أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية العالمية، واكتسبت اثنتان من السيمفونيات التي ألفها شعبية كبيرة، وهما السيمفونية الخامسة والتاسعة التي أدخل عليها الكلمات، ليوصل رسالة إلى العالم مفادها ان «كل العالم سيصبحون أخوة».