أعلن حاكم كاليفورنيا جيري براون، حال الطوارئ في منطقة سان برناردينو، بعد الهجوم الذي نفّذه الزوجان من أصل باكستاني سيد رمضان فاروق وتاشفين مالك، في الثاني من الشهر الجاري، وأدى الى سقوط 14 قتيلاً و26 جريحاً. وبرر براون الإجراء بأن «أجواء كارثة وخطر كبير على أمن الأشخاص والممتلكات تسود في سان برناردينو، بسبب الهجوم» الذي استهدف موظّفين في إدارة الخدمات الصحية للمنطقة خلال احتفالهم بنهاية السنة. وأكد أن سلطات سان برناردينو «تصدّت للهجوم بكل الموارد التي تملكها، وبينها نشر كل قوات الأمن لديها وفرق الإطفاء والإسعاف، وساعدتها شرطة المرور للطرق السريعة لكاليفورنيا ومكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالات محلية أخرى»، مشيراً الى أن ظروف الهجوم الإرهابي وحجمه «يتجاوزان قدرات إدارة محلية ومسؤوليتها». وخلال لقائه أفراداً من أسر ضحايا هجوم سان برناردينو لمدة ثلاث ساعات في مكتبة مدرسة إنديان سبرينغ الثانوية بالمدينة، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه تأثر بتمسّكهم بالتسامح بعد الهجوم. وقال: «على رغم صعوبة هذا الوقت بالنسبة إليهم والى المجتمع كله، فهم يمثلون أيضاً القوة والوحدة والحب الذي يوجد في هذا المجتمع وهذا البلد». ودعا أوباما الأميركيين إلى اليقظة للخطر المحتمل لمتشدّدي تنظيم «داعش» داخل الولاياتالمتحدة، بسبب صعوبة رصد المهاجمين المنفردين مثل الزوجين في كاليفورنيا. واعترف بأن وكالات إنفاذ القانون الأميركية تعاني قصوراً في رصد تهديدات الداخل. وأضاف: «نستطيع جميعاً الاضطلاع بدورنا في الحفاظ على اليقظة والإبلاغ في حال شاهدنا شيئاً مريباً، ورفض الترويع وإبقاء الوحدة كأسرة أميركية واحدة». وأكد صعوبة رصد الاتصالات الخاصة، مبدياً اعتقاده بأن مسؤولي إنفاذ القانون يحققون التوازن الصحيح بين بواعث القلق المتعلّقة بالخصوصية وجمع المعلومات. على صعيد آخر، أكد ريك فريدمان، أحد الشركاء في مركز «آر تي أس بي» للرماية في نيو جيرسي، شمال شرقي الولاياتالمتحدة، أن هجوم سان برناردينو واعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ولّدت إقبالاً متزايداً لدى الأميركيين على شراء أسلحة رغبة منهم في حماية أنفسهم، وتحسباً لأي تشديد محتمل للقوانين في مجال التسلّح الفردي. وزادت مبيعات الأسلحة بنسبة 50 في المئة في مركز «آر تي أس بي» منذ هجوم كاليفورنيا (غرب)، وكذلك في متجر «كازوس غان إيه راما» في جيرسي سيتي. وأعلن المكتب الفيديرالي المعني بالكحول والتبغ والأسلحة النارية (أي تي أف)، أن عدد الأسلحة اليدوية المصنعة في الولاياتالمتحدة زاد أربع مرات بين عامي 1998 و2013، فيما توقعت الشرطة الفيديرالية (أف بي آي) تسجيل مبيعات قياسية للأسلحة هذه السنة. أما مرصد «سمول آرمز سورفي» المستقل، فكشف أن 270 مليون سلاح متداول حالياً في الولاياتالمتحدة التي يعيش فيها 322 مليون نسمة. وصرّح ديفيد يامان، الأستاذ المحاضر في علم الاجتماع بجامعة ويك فوريست (شرق)، بأن «الدفاع عن النفس كان دائماً من المعايير الرئيسة في ثقافة الأسلحة الأميركية، لكن أهميته زادت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة». وعزا هذه الدينامية الى تضافر مجموعة عوامل، أبرزها ازدياد الجرائم بين الستينات ومنتصف التسعينات من القرن العشرين، فضلاً عن تغيرات كبيرة في المجتمع مرتبطة بدور الأقليات والنساء، «زعزعت النظام العام على رغم إيجابيتها». وشدّد عالم الاجتماع على دور وسائل الإعلام في هذا الشأن، إذ قال: «فور حصول إطلاق نار، تتداول القنوات الخبر على مدار الساعة، ما يعطي الانطباع بأن الأمور تتدهور». لكن ريك فريدمان قال: «نعيش في فترة مختلفة عما شهدناه في الماضي، ما يعزز قناعتنا العميقة بأنه يحق للمرء حماية حياته».