تداولت وسائل إعلام تونسية منذ الإثنين الماضي أنباء عن أعمال صيانة وتعبئة تشهدها مدينة القيروان، لإعادة عرض أكبر «كسكاس» و«مقفول»، المستخدمان في إعداد وجبة الكسكسي الشهيرة، بهدف الدخول إلى موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. لكن موجة السخرية التي واجه بها التونسيون هذا المسعى على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت مكتب دائرة الإعلام والندوات في القيروان الى التنصل منه، وتأكيد أن هدف أعمال الصيانة العناية بمداخل المدينة فقط. وجرت صيانة المجسم النحاسي ووضعه في المدخل الجنوبي لمدينة القيروان (مفترق المنصورة)، بعدما كان معروضاً عند المدخل الشمالي للمدينة. واعتبر بعض رواد مواقع التواصل صيانة القدر عملاً «تافهاً». وغرد مجدي باكير على «تويتر» بالقول: «القيروان.. استعدادات لدخول موسوعة غينيس بواسطة أكبر كسكاس ومقفول في العالم! بعد ثلاثة آلاف عام من الحضارة»، وكتبت صرورة الحرة أنها «فكرة جيدة ليكون القدر مكاناً لطبخ وصفات لحل مشكلاتنا الاقتصادية». وعلق بلال فرحاني على «فايسبوك» بالقول: «الناس تبني في المشاريع والعمارات والمؤسسات، وهم يبنون في كسكاس»، بينما توجه نبيل ميجري إلى أهالي القيروان بقوله «همشوكم وفقروكم... مبروك عليكم أكبر مقفول في الولاية التي شهدت في الآونة الأخيرة تفاقم ظاهرة الانتحار والبطالة والتهميش». في المقابل، نفت مواقع إخبارية تونسية عدة أن يكون الهدف من إنجاز المشروع محاولة الدخول إلى موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، ونقلت عن مكتب دائرة الإعلام والندوات في القيروان أن المجسم كان متروكاً منذ التسعينات في «متحف رقادة»، بعدما نُقل من مكانه القديم في المدخل الشمالي للمدينة، بجانب مفترق سيدي يوسف الدهماني. ونشرت وسائل إخبارية محلية بياناً منسوباً إلى المكتب، أوضح فيه أنه «في إطار العناية بمداخل المدن، تمت إعادة صيانة المقفول وتهيئته وتركيزه في المدخل الجنوبي للمدينة»، مؤكداً أن القدر النحاسي «يرمز الى صناعة تقليدية تشتهر بها جهة القيروان، والغاية (من تهيئته) العناية بمداخل المدينة وليس الدخول إلى موسوعة غينيس أو طهي الكسكسي مثلما يروج».