وصف مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (إف بي آي) جيمس كومي تنظيم «داعش» بأنه «أحدث ثورة» في عالم الإرهاب، مشيراً إلى سعيه إلى التحريض على هجمات فردية على نطاق صغير في أنحاء العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات المشفرة والدعاية البارعة. وقال كومي في مؤتمر لمكافحة الإرهاب في مدينة نيويورك الأربعاء، أن «القاعدة التنظيم الأم لداعش، كان نموذجاً مختلفاً عن التهديد الذي نواجهه اليوم». وأضاف أن «إف بي آي» يجري «مئات» التحقيقات في كل الولايات الأميركية الخمسين حول مؤامرات مستوحاة من نهج «داعش». وأتت تصريحاته في وقت يشعر الأميركيون بقلق بعد أسبوعين من قيام زوجين مسلمين بقتل 14 شخصاً في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا في هجوم مستوحى من نهج «داعش». وقال كومي أن التنظيم استخدم وسائل التواصل الاجتماعي على نحو متقن وبصفة خاصة موقع «تويتر» للتواصل مع أتباعه المحتملين في الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى. وتابع: «يعمل تويتر كوسيلة لبيع الكتب وكوسيلة للترويج لأفلام ويعمل كوسيلة لخدمات الإرهاب، للترويج للقتل». وأبدى قناعته بأن شركات إنفاذ القانون والتكنولوجيا تستطيع العمل سوياً لحل تلك المشكلة من دون انتهاك خصوصيات الأفراد. وقال: «لن ننتهك الإنترنت ولن نعرض أمن الناس للخطر». في الوقت ذاته، أقرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأربعاء أن الهجوم على مركز الاحتياطيين في شاتانوغا بجنوب الولاياتالمتحدة، والذي أودى بحياة خمسة عسكريين أميركيين في تموز (يوليو) الماضي، كان «بإيحاء من مجموعة إرهابية أجنبية». وورد في تقرير لوزير البحرية الأميركي راي مابوس أن الإقرار بأن الهجوم الذي شنه شاب يبلغ من العمر 24 سنة «موحى به من مجموعة إرهابية أجنبية»، يتيح ل «البنتاغون» منح الضحايا الخمس وكذلك عسكري لا يزال على قيد الحياة وسام «بيربل هارت» الذي يقدم مكافأة للجنود الجرحى أو القتلى في المعارك. وفي 16 تموز الماضي، هاجم محمد يوسف عبدالعزيز المولود في الكويت والمجنس أميركياً، مركز تجنيد عسكري في شاتانوغا ثم هاجم مركزاً للاحتياطيين تابع للبحرية على بعد كيلومترات من الأول وقتل خمسة عسكريين ببندقية هجومية. فرنسا على صعيد آخر، قال مصدر في وزارة المال الفرنسية أن السلطات الأميركية لم ترد على طلبات فرنسية للحصول على معلومات مالية تتعلق بأشخاص يشتبه بصلتهم بهجمات شهدتها باريس الشهر الماضي. وتحصل وزارة الخزانة الأميركية على معلومات من منظمة خدمات التحويلات المالية حول العالم «سويفت» لأغراض تتعلق بتتبع تمويل الإرهاب. وبموجب اتفاق أبرم في 2010 بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، تعتمد دول الاتحاد على وزارة الخزانة الأميركية في الحصول على معلومات تمويل الإرهاب تحصل عليها من «سويفت». لكن مصدراً في وزارة المال الفرنسية قال أنه في ما يتعلق بقضية فرنسا فإن الأميركيين رفضوا الطلبات أو لم يردوا على تلك المتعلقة بأشخاص يشتبه بصلتهم بهجمات باريس. وأضاف المصدر أن المحققين يحتاجون إلى معلومات من رسائل أرفقت مع تحويلات مالية أجريت عبر شبكة «سويفت» في وقت محدد. إلى ذلك، فتح تحقيق أولي بحق رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف مارين لوبن بعد نشرها الأربعاء صوراً على حسابها على «تويتر» لفظاعات «داعش»، رداً على صحافي قالت أنه شبه حزبها بالتنظيم الإرهابي. وأعلنت نيابة نانتير قرب باريس أنها فتحت تحقيقاً أولياً بتهمة «نشر صور عنيفة»، إثر إبلاغ وزير الداخلية برنار كازنوف إدارة الشرطة العدلية بنشر الصور. وقالت لوبن في تصريح: «السيد كازنوف سيأتي لوضع الأغلال في يدي؟ (...) كالعادة يفضلون إدانة من يدينون الأعمال الإرهابية على إدانة من يقترفونها». من جهة أخرى، أعلنت الشرطة في مدينة زيوريخ السويسرية أمس، أنها فحصت سيارة مثيرة للريبة قرب مدرسة يهودية، لكن لم تجد أي مؤشر إلى عمل جنائي. وأردفت الشرطة في بيان: «أبلغتنا مدرسة يهودية في حي شونتالشتراس مساء الأربعاء عن وجود سيارة مثيرة للريبة عبرت من أمام المدرسة مرات عدة. كما قام رجل مجهول بتصرف مثير للشك قرب المدرسة بعد ظهر الأربعاء. وحتى الآن لا توجد أدلة على عمل جنائي». ولفتت إلى أن إجراءات أمنية إضافية اتخذت بالاتفاق مع المدرسة.