في الجسم ثلاثة مصادر للطاقة، هي: السكريات والبروتينات والدهنيات. وعندما لا يملك الجسم ما يكفي من السكريات، وتحديداً سكر الغلوكوز، فإنه يقوم باستجرار الطاقة من الأجسام الكيتونية التي تنتج من استقلاب الدهنيات. ويتم إنتاج الأجسام الكيتونية في حالات الصوم، وفي كل مرة تقل فيها واردات الجسم من المواد السكرية، من هنا أتت فكرة الحمية الكيتونية التي تعتمد على نظام غذائي غني بالدهون كأساس لتمويل الجسم بالسعرات الحرارية. والحمية الكيتونية تعني، ببساطة، زيادة حصة الدهون على حساب الحصص الأخرى من البروتينات والمواد الكربوهيدراتية، الى درجة تصل فيها نسبة الدهون الى ثلاثة أو حتى أربعة أضعاف كمية المكونين الأخريين مجتمعين. لقد أصبحت الحمية الكيتونية لخفض الوزن مرغوبة ومنتشرة على نطاق واسع كونها تسمح بتناول البروتينات بكميات تكفي للشبع، لكنها في الوقت ذاته تسمح بتناول المواد الكربوهيدراتية بكميات قليلة جداً من دون الحرمان منها كلياً، وهذا ما يجبر الجسم على استعمال الدهون كمصدر للطاقة الأمر الذي ينفع في تخسيس الوزن. وفي إمكان أتباع الحمية الكيتونية أن ينهلوا من المأكولات المسموح بها وفق الرغبة ومن دون كميات محددة. وتشمل هذه كل أنواع اللحوم والدواجن، ومنتجات البحر، والجبن، والبيض، والمايونيز، والزبدة والمكسرات، إضافة الى كميات محددة من الخضار التي تنمو فوق سطح الأرض، والبهارات، والأعشاب. أما المشروبات فتضم الماء أو مشروبات أخرى من دون سكر أو محلاة بمواد التحلية الطبيعية مثل الستيفيا. في المقابل يجب التقنين في الأغذية الغنية بالسكريات والنشويات والحلويات والعسل والبيتزا والمعجنات وغيرها. ولا يحتاج تطبيق الحمية الكيتونية الى عدد محدد من السعرات الحرارية إذ يكفي فقط التقليل من نسبة السكريات في الأطعمة، من هنا سهولة تطبيقها من دون مجهود يذكر سواء في المنزل أم في المطعم. لقد أثبتت دراسة لباحثين من جامعة ديوك الأميركية أن الحمية الكيتونية مفيدة لمرضى السكري النوع الثاني لأنها تساعد في ضبط مستوى السكر في الدم وفي التقليل من جرعات الأدوية اللازمة لخفض السكر. وفي دراسة أخرى لباحثين من جامعة لينكوبينج في السويد تبين أن المصابين بالسكري النوع الثاني الذين يتبعون الحمية الكيتونية كانوا أقل عرضة للإصابة بالالتهابات المزمنة. وفي تجارب لباحثين من جامعة كالغاري الكندية برزت فائدة الحمية الكيتونية في مداواة مرض الصرع المستعصي على العلاج الدوائي، لأنها تساهم في تحسين العمليات الاستقلابية في الخلايا العصبية وفي استعادة عمل النواقل العصبية، وهذا ما يلعب دوره في التخفيف من وتيرة نوبات الصرع التي يتعرض لها المرضى. وهناك بحوث مستمرة لتقويم فائدة الحمية الكيتونية على المصابين بمرض الزهايمر. بقي أن نحذّر من الخلط بين حمية اتكنز والحمية الكيتونية، فالأولى تمنع متبعيها تماماً من تناول النشويات والكربوهيدرات، في حين أن الحمية الكيتونية تعطي الضوء الأخضر لتناول النشويات والكربوهيدرات بكميات قليلة، وشتان بين الحميتين!