قال الإعلامي ميسر الشمري إن دول الخليج تواجه تحديات إقليمية عدة، منها أن ظهرها أصبح مكشوفاً للإيرانيين بعد سقوط العراق وتحويله إلى «حلبة طائفية بصافرة وأذرع إيرانية، والأمر يتكرر في سورية واليمن»، مبيناً أن حكم شاه ايران محمد رضا بهلوي استبق الجميع بتوجيه أنيابه نحو منطقة الخليج. وأوضح الزميل الشمري في ندوة «ثلوثية بامحسون الثقافي» أمس، التي جاءت بعنوان: «التحديات الإقليمية وتأثيرها على دول الخليج» وقدمها محمد جابر، أن التهديد الإيراني قديماً كان في سقفه الأدنى، إذ كانت إيران وقتها دولة علمانية تتعاطى نوعاً ما مع العقلانية، إضافة إلى أن دول الخليج العربي ذاتها لم تكن بحجمها السياسي والاقتصادي الحالي، وبالتالي لم تكن مؤثرة في صناعة قرارات مصيرية للشرق الأوسط. وبين أن أول تحد حقيقي واجه دول الخليج هو نجاح الشيوعيين بقيادة عبدالكريم قاسم في الإطاحة بالنظام الملكي بالعراق عام 1958، الذي ظهرت أولى أطماعه في الخليج بدعوته إلى ضم الكويت إلى العراق، ولولا تدخل الرئيس المصري جمال عبدالناصر لكان فعلها، بالصيغة ذاتها التي نفذها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال: «عبدالكريم قاسم كان مخلصاً للنظام الشيوعي، بينما دول الخليج العربي وقتها كانت مع المعسكر الأميركي الرأسمالي»، مشيراً إلى أن التحدي الثاني للخليج، الذي ما زال قائماً، تمثل بنجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ولفت إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية والعراق تلون بأدبيات زكي الأرسوزي في سورية، الذي همش بعدها، وعبدالخالق السامرائي في العراق، الذي أعدم بعد كتابة أدبياته بسنوات في العراق، غير أن الصراع بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وصدام حسين في العراق أفشل وألهى الحزب عن أطماعه في الخليج. وأضاف: «الخميني تجرع كأس السم بقبوله وقف الحرب التي دامت ثمانية أعوام مع العراق عام 1988، وبعدها راح رجال الثورة يحاربون خارج إيران في لبنان وسورية واليمن والعراق، وكأنهم يقلدون حزب البعث الذي يحارب خارج أراضيه في الكويتولبنان». ولفت إلى أن أي تحصين لدول الخليج العربي لا يتضمن تأمين الجبهة العراقية سيكون محدود الفائدة، وخصوصاً في ظل تمادي إيران في العزف على وتر الورقة الشيعية بسيناريوهات «جهادية» وحقوقية، بهدف غرس شوكتها في المنطقة والبحث عن موالين لأجندتها.