استعاد الجيش النظامي السوري بغطاء جوي روسي جبلاً استراتيجياً في ريف اللاذقية الشمالي، يعد من أبرز معاقل الفصائل المقاتلة وخط دفاع رئيسياً عن أبرز مناطق سيطرتها في غرب البلاد، في وقت دارت معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في ريف حماة وسط البلاد. وقال المسؤول بوزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف لوكالات أنباء روسية أمس إن سلاح الجو الروسي نفذ 59 ضربة جوية في سورية خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وانه قصف 212 هدفاً لتنظيم «داعش» في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والحسكة والرقة. ومعروف ان «داعش» غير موجود في أرياف حماة وحمص وإدلب واللاذقية وغرب حلب. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها الكاملة اليوم على جبل النوبة الاستراتيجي بعد القضاء على عدد من الارهابيين الذين كانوا متحصنين فيه وإجبار من تبقى منهم على الفرار». وأشارت «الى ان وحدات الجيش نفذت خلال السيطرة على جبل النوبة عمليات وخططاً عسكرية تتناسب مع الطبيعة الجبلية الوعرة والكثيفة» قبل تمشيط «الجبل وإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعتها التنظيمات الإرهابية». ويواصل الجيش، وفق الوكالة، «تضييق الخناق» على «التنظيمات الإرهابية في ريف اللاذقية الشمالي وخصوصاً في بلدة سلمى (...) لا سيما أن الجبل يشرف على أوتوستراد حلب-اللاذقية». وتسمي وسائل الإعلام الرسمية جميع فصائل المعارضة بأنهم «ارهابيون». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن السيطرة على جبل النوبة جاءت اثر «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين موالين من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وأبرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) والحزب الاسلامي التركستاني، من جهة اخرى». وترافقت هذه الاشتباكات «مع عشرات الضربات الجوية بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي كثيف على جبلي الاكراد والتركمان»، اللذين يعدان معاقل الفصائل في محافظة اللاذقية، حيث حققت قوات النظام تقدماً ملحوظاً في الأيام الأخيرة بمساندة الطيران الحربي الروسي. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان جبل النوبة «يعد خط الدفاع الأول عن منطقة سلمى، حيث تتحصن الفصائل المقاتلة، ويشرف على خطوط الإمداد الرئيسية لمقاتلي الفصائل وعلى طريق حلب-اللاذقية القديم». واستهدف مقاتلو الفصائل في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) مروحية روسية في جبل النوبة كانت تشارك في العمليات العسكرية، ما أجبرها على الهبوط اضطرارياً وخروج طاقمها منها، وذلك بعد يوم على إسقاط أنقرة طائرة مقاتلة روسية قالت انها انتهكت مجالها الجوي، فيما أكدت موسكو ان الطائرة كانت داخل المجال الجوي السوري. ولا تزال محافظة اللاذقية الساحلية من المحافظات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، وبقيت بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وتسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في تلك المحافظة على منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي. وبدأت روسيا في 30 أيلول (سبتمبر) حملة جوية في سورية استجابة لطلب دمشق، تقول انها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» اخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات المعارضة أكثر من تركيزها على المتطرفين. وقال مسؤولون غربيون ان 87 في المئة من غارات روسيا تستهدف فصائل المعارضة. في وسط البلاد، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان المعارك «احتدمت على جبهات ريف حماة بين الثوار وقوات الأسد، وسط أنباء عن مقتل قائد الحملة العسكرية في الريف الشمالي». ونقلت عن «مصادر ميدانية أن كتائب الثوار تخوض مواجهات عنيفة للتصدي لمحاولة قوات الأسد التقدم على كفرنبودة، والجنابرة وتل عثمان، وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف يستهدف الجنابرة وتل عثمان وتل هواش الجابرية وقرية التوبة». وأسفرت المواجهات عن مقتل العديد من الجنود وسط أنباء عن مقتل قائد حملة قوات النظام على «أيدي الثوار على جبهة قرية الجنابرة في ريف حماة الشمالي»، بحسب «مركز حماة الإخباري». وشنَّ الطيران الحربي غاراتٍ جوية على مدينة مورك بريف حماة الشمالي بالصواريخ الفراغية. وقالت «الدرر» ان «ثوار جيش النصر دمروا مدفع 57 وقتلوا سبعة عناصر من قوات الأسد بجانبه، في حاجز المكاتب بقلعة المضيق في ريف حماة الغربي، بعد استهدافه بصاروخ تاو». وقال موقع «كلنا شركاء» ان «كتائب الثوار استعادت تل حوير في ريف حماة الشمالي، بعد 24 ساعة من تقدم قوات النظام من سيطرة قوات النظام عليه». ونقل عن «جند الأقصى» قوله في مواقع التواصل الاجتماعي إن عناصره تمكنوا من استعادة السيطرة على تل حوير جنوب شرقي مدينة مورك «بعد تقدم قوات النظام إليه من جهة بلدة «معان» الموالية للنظام، ودمروا سيارة مثبت عليها رشاش دوشكا لقوات النظام وقتلوا العديد من عناصرها». الى ذلك، أعلن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في بيان نشر الأربعاء إن واشنطن وحلفاءها نفذوا أمس الثلثاء ضربات جوية جديدة ضد تنظيم «داعش» بلغت ست ضربات في سورية و11 ضربة في العراق. وقال في بيان إن ضربات العراق كان من بينها ثلاث قرب القائم استهدفت مقار قيادة يستخدمها التنظيم المتشدد ومنشأتين للعبوات الناسفة بدائية الصنع. ووقعت باقي الضربات قرب سنجار والرمادي والكسك وهيت. وفي سورية، نفذت ست ضربات قرب ثلاث مدن وقصفت ثلاث وحدات تكتيكية ل «داعش» وأهدافاً أخرى.