منحت "المؤسسة العسكرية الأميركية" شاباً من "السيخ" استثناءً يسمح له بممارسة تعاليم دينه، بإبقاء لحيته وارتداء العمامة، على رغم أن الجيش الأميركي يفرض على الجنود حلق الرأس والذقن. وقال الجندي سيمراتبال سينغ في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه "كنت أعيش حياتين مختلفتين، وألبس العمامة في البيت فقط". واضطر سيمراتبال إلى حلاقة رأسه وذقنه قبل عشر سنوات ليتمكن من الانضمام إلى الجيش الأميركي. لكنه قبل تسلمه مهمته الجديدة، وخلال فترة عطلته، توقف عن حلاقة ذقنه وأرسل طلب استثناء بمساعدة مجموعة تدعى "ائتلاف السيخ". وبعد أن أتم تدريبه في الجيش وتخرج أخيراً، وحصل على "النجمة البرونزية" بعد قيادته مجموعة من الجنود المهندسين لإزالة القنابل من على أطراف الطرقات في أفغانستان، منحته "المؤسسة العسكرية الأميركية" الأسبوع الماضي استثناءً ليبقي لحيته ويلف شعره في عمامة. وذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يسمح فيها الجيش لجندي بممارسة تعليم ديني، ويشير مراقبون إلى أن هذا قد يفتح المجال أمام المسلمين وغيرهم من الجنود بالسماح لهم بممارسة تعاليم دينهم أيضاً. وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار موقت، ولمدة شهر فقط، إلى أن يتخذ الجيش قراراً نهائياً فيما إذا كان سيسمح لسينغ بذلك بشكل دائم، وإلا سيضطر إلى الاختيار ما بين قص شعره أو تركه للجيش. و ذكر سينغ أنه مستعد لرفع دعوى ضد الجيش للمطالبة بحقوقه. وقال المستشار القانوني الأعلى في مؤسسة "بيكيت فاند"، إريك باكستر، وهي مؤسسة غير ربحية متخصصة في الحرية الدينية، أن "القضية ستكون سابقة لغيرها من القضايا المماثلة"، وأضاف "إذا سمحت لشخص واحد متدين أن يبقي لحيته، سيتوجب عليك السماح بذلك لكل الأديان". وشدد الجيش الأميركي لسنوات عدة على أن عدم حلاقة الذقن يهدد أسس النظام والانضباط التي يرتكز عليها الجيش. وفي رسالة وُجهت إلى طالب "سيخي" في العام 2014 وُرفض طلبه بإبقاء لحيته، شرح الملازم والفريق جيمز ماكونفيل أن إطالة الذقن يهدد سلامة الفرد عند ارتدائه قناع الغاز، وأن عدم الالتزام بالنظام "يضر بمصداقية واحترام" كل فرق الضباط. و ذكرت الصحيفة أن رفع هذا الحظر أمر مهم خصوصاً بالنسبة إلى "السيخ"، لأن لهم تاريخاً طويلاً في الخدمة العسكرية. وكانت "الديانة السيخية" ظهرت في شمال غربي الهند، والتي ترتكز على حماية المظلومين ومحاربة الطغاة، وكان ذلك خلال فترة من النزاع بعد احتلال المغول والأفغان. وقال الكابتن سينغ "على السيخي الحقيقي أن يكون بارزاً، حتى يدافع عن الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وهذا أمر يتماشى مع قيم الجيش". وصنع سينغ عمامات تناسب الزي العسكري، وقال "أرجو أن يظهر هذا للآخرين وأنهم يستطيعون أن يخدمو دينهم وأوطانهم في آن واحد".