استمرت معارك كر وفر في جبال اللاذقية الساحلية شمال غربي سورية وأعلنت فصائل عدة ناشطة في الغوطة الشرقية بينها «جيش الإسلام» و «جبهة النصرة» تشكيل غرفة عمليات مشتركة بهدف استعادة منطقة مرج السلطان ومطارها العسكري اللذين استعادتهما قوات النظام يوم الإثنين بعد معارك عنيفة استمرت أسابيع. وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان في تقرير أمس إلى أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليلة الإثنين - الثلثاء مزارع عالية وجسر العب في الغوطة الشرقية، في حين نفّذت طائرات حربية غارات عدة على بلدة سقبا وأطراف بلدة دير العصافير وسقبا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، وذلك بعد يوم واحد من تمكن قوات النظام من تحقيق اختراقها في منطقة مرج السلطان ما يزيد من الضغوط التي تواجهها فصائل المعارضة شرق العاصمة السورية. وأفادت «الدرر الشامية» أمس أن «فصائل الغوطة الشرقية شكّلت غرفة عمليات عسكرية جديدة بهدف استعادة السيطرة على بلدة مرج السلطان»، مشيرة إلى أن الغرفة ضمت كلاً من «جيش الإسلام»، و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، و «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، و «جبهة النصرة». وأضافت أن «الفصائل جميعها تعهدت بتسخير كل الإمكانات المتاحة لخدمة المعركة». وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلت مساء الإثنين عن مصدر عسكري إعلانه «فرض السيطرة الكاملة على قرية مرج السلطان والمطار وعدد من المزارع المحيطة وحوش العدمل والمزارع الجنوبية لبلدة البلالية في الغوطة الشرقية بعد عمليات مكثفة». وتابع المصدر، بحسب «سانا»، أن «وحدات الجيش قامت بتمشيط المطار والقرية والمزارع بشكل كامل وفككت عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون»، وهو الوصف الذي يطلقه النظام على المعارضين المسلحين. وأشارت «سانا»، من جهتها، إلى أنه «نتيجة العمليات تم قطع خط امداد الارهابيين بين قريتي مرج السلطان وحرستا القنطرة بالسيطرة عليه نارياً وذلك بعد أيام من السيطرة على الطريق الواصل بين مرج السلطان والبلالية» والذي وصفته الوكالة الرسمية بأنه «انجاز مهم يُسهم في تقطيع أوصال التنظيمات ... وشل حركتها في منطقة واسعة من قرى ومزارع الغوطة». أما في الغوطة الغربية، فقد قال المرصد إنه «ارتفع الى 52 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي (أول من) أمس على مناطق في مدينة داريا» في ظل «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، على أطراف المدينة». وفي شمال البلاد، أوردت وكالة «مسار برس» أن «كتائب الثوار تصدت لمحاولة الميليشيات الشيعية الداعمة لقوات الأسد استعادة السيطرة على قرية بانص في ريف حلب الجنوبي، حيث جرت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات». وتابعت أن المعارك التي شهدتها قرية بانص أمس الثلثاء جاءت بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة استعادة السيطرة على كل النقاط التي تمكنت من السيطرة عليها سابقاً عناصر الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. وقالت «جبهة النصرة» في بيان الإثنين إن هذه الميليشيات خسرت حوالي 80 قتيلاً في بانص. أما في ريف حلب الشمالي، فقد ذكرت «مسار برس» أن فصائل الثوار تمكنت من السيطرة على قرية كوبري بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش» خلّفت نحو 11 قتيلاً في صفوف التنظيم. وأشار المرصد، من جهته، إلى تنفيذ طائرات حربية غارات عدة على مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» و «معلومات أولية عن سقوط عدد من الجرحى». وفي محافظة اللاذقية الساحلية، أشار المرصد إلى معارك كر وفر في جبال ريف اللاذقية الشمالي، متحدثاً عن «استمرار الاشتباكات العنيفة بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الاسلامي التركستاني من جهة اخرى، في محيط جبل النوبة بريف اللاذقية الشمالي، بينما استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ موجّه مدفعاً لقوات النظام في محور بلدة زويك بالريف الشمالي، ما ادى لإعطابه، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وفي محافظة إدلب، أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليلة الإثنين - الثلثاء قرية الناجية ومحيطها بريف جسر الشغور، بينما ارتفع الى 5 بينهم طفلة عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية «يُرجّح انها روسية» مدينة معرة النعمان. وتابع أن طائرات حربية يرجح أنها روسية نفذت غارتين على منطقة سوق لبيع الوقود في بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي و«معلومات مؤكدة عن شهداء وجرحى». وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية نفّذت غارات على قريتي تل واسط والمنصورة بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، دون انباء عن خسائر بشرية. أما في ريف حماة الغربي، فقد سُجّل مقتل شخصين أحدهما طفل بانفجار قنبلة لم تكن قد انفجرت من قبل في بلدة المضيق. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقرية لحايا بريف حماة الشمالي. وفي محافظة حمص (وسط)، أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية الحدث بريف حمص الجنوبي الشرقي، مشيراً إلى «تضارب المعلومات حول تمكن التنظيم من السيطرة على القرية». لكنه أوضح أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام «جرى فصل رأس أحدهم عن جسده من قبل التنظيم». في غضون ذلك، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، فيما نفّذت طائرات حربية يُعتقد أنها روسية غارات على بلدة غرناطة وقريتي الغجر وأم شرشوح بريف حمص الشمالي، بحسب المرصد. وفي جنوب البلاد، قال المرصد إن قوات النظام قصفت ليلة أول من أمس مدينة انخل وبلدة كفرشمس بريف درعا. أما في شرق البلاد، فقد تحدث المرصد عن اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» في حي الحويقة بمدينة دير الزور، و«انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».