نفى رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور أحمد قاسم الغامدي، أن يكون تلقى تحذيراً أو منعاً من المشاركة في فعاليات نادي الطائف الأدبي، ونجح ابن قاسم ومقدم المحاضرة خالد الحسيني في تحييد موضوع اللقاء عما سبق وأثير من فتوى تتعلق بقضية مختلف عليها وهي «الاختلاط». وأرجع أزمته مع القول بفتوى جواز الاختلاط إلى حزمه في العمل مع مرؤوسيه وموظفي إدارته وشدّته النظامية معهم، ما دفعهم إلى التصعيد، ومحاولة النيل منه بطرق ملتوية وباسم الدين. وكشف في محاضرته في نادي الطائف الأدبي مساء الأحد الماضي، أنه غير مقتنع بأداء رجال الحسبة في الميدان، مؤكداً أن خطط العمل والتطوير لأداء الهيئة ستستمر مع متخصصين من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى عام 1450ه. وأبدى الغامدي عدم رضاه عما يدور في الميدان من رجال الحسبة، لافتاً إلى أن من صفات الخطاب الليّن حضوره في التعامل، مؤكداً أنه «ليس هناك من لا يخطئ، إلا أن فنّية التعامل مع تلك الأخطاء يجب أن تكون حاضرة». وعن الشباب وعلاقة الهيئة بهم، أوضح أن «هناك فجوة وجفوة، وتلك هي أس المأساة»، مشيراً إلى «أهمية الوعي بنفسيات الشباب وفن التعامل معهم وفق مراحل أعمارهم»، مشدداً على عدم التنفير من دين الله، مفرّقاً «بين الخلل الفردي الذي يحتاج إلى إصلاح وتبصير من دون تحقيق وإحالة وإفصاح عنه، وخطأ اجتماعي يجب التصدي له لأنه يمكن أن يهدم المجتمع». ولفت الغامدي إلى أن المجتمع والهيئة «لا فصل بينهما، بل وصل وبناء وإصلاح، إذ كلنا مسؤولون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح»، مشدداً على التواصي والتراحم والتواد بين المجتمع ورجال الحسبة، مؤكداً أن الستر نوع من الإصلاح، داعياً رجال الحسبة «إلى مراعاة الحال النفسية والاجتماعية لمرتكب الخطأ أو الخطيئة»، محذّراً من إعانة الشيطان على المخطئ، مشيراً إلى أن هذا ما تعلمناه من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولم يخف الغامدي تذمره «من صمت المتحدث الإعلامي للهيئة»، وأنه قليل التجاوب مع الصحافة، واعداً بمناقشة هذا مع الرئيس العام لرئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نافياً صحة مقولة: «لحوم العلماء مسمومة»، مؤكداً أن المسلمين عموماً لحومهم مسمومة، داعياً إلى حسن الظن بكل مسلم، «والبُعد عن التجسس والتحسس وسوء الظن». وأشار إلى أن رجال الهيئة «أحوج من غيرهم إلى الوعي بهذه الأدبيات الشرعية».