بعد أن وصلت قضية «الأصفرين» إلى عتبة باب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حمدت الله - عز وجل - على ما وصلت إليه الأمور. أعتقد أن هذه القضية فأل خير وليس العكس، لقد كشفت لنا مدى الهشاشة والضعف في اللوائح والأنظمة الخليجية، وحان الوقت للتغيير، نعم حان وقت التغيير في كل شيء بما فيه ذلك الأشخاص أيضاً. لقد كشفت لنا قضية «الأصفرين» الضبابية التي كنا نعيشها منذ بزوغ بطولات كرة القدم الخليجية، فليس من المعقول أن تكون بطولات الخليج المحببة إلى قلوبنا ذات أساس هشم وعلاقة تنظيمية سطحية. فأصبحنا نحل أغلب قضايانا بطريقة «حب الخشوم»... نعم حب الخشوم ليس عيباً في مجتمعنا الخليجي العربي الأصل، إلا أنه في بعض الأحيان يعيب العلاقة الرياضية، ويبرهن على مدى تخلفنا وعدم تطورنا والتحاقنا بركب الاحتراف. من الاستنتاجات التي تظهر على سطح قضية «الأصفرين»: أولاً: برهنت القضية على أن هذه البطولة التي بلغت ال28 من عمرها، ذات لائحة هشة وضعيفة، والمضحك المبكي أنه مهما تم تطويرها وترقيتها، فإننا نصطدم بعدم الاستعانة بها على رغم أننا من وضعها، أو نفاجأ بأشخاص يحاولون عرقلة تطور البطولة. أيضاً برهن أعضاء اللجنة التنظيمية على أنهم غير قادرين على وضع اللوائح وتطبيقها، وبالتالي هم لا يستحقون «كراسي» اللجنة، ومن المنطقي أن يفسحوا المجال لأعضاء جدد يمتازون بالقدرة والشجاعة والإمكانات في وضع لوائح مناسبة لمجتمعنا، تلزم الجميع بقبول القرارات التي وافقنا عليها من البداية. ثانياً: كلما واجهنا مشكلة أو عانينا ظروف راسلنا ال(فيفا)، حتى في أتفه الأمور نبعث لل«الفيفا» وكأننا ما زلنا جهلة لا نفقه قراءة اللوائح ولا نستطيع حل مشكلاتنا فيما بيننا، هل نطالب ال«الفيفا» بحسم الأمر أو إبداء الرأي فيما حدث؟ أوليست لدينا لائحة تنظم البطولة؟ نعم... إذاً لماذا نستعين بال(فيفا)؟ كما هو معروف ودارج في أكثر القضايا، أن ال«الفيفا» لا يتدخل في لوائح البطولات التي لا ينظمها، ليس لأنه لا يعترف بها، بل لأن لكل بطولة لائحة يجب احترامها والالتزام بها، وبالتالي لا يستطيع ال«الفيفا» أن يلزم الجميع بقراراته، اللائحة وحدها هي التي نلتزم بها، وسيكون دور ال«الفيفا»استشارياً، وإذا حدث وأجبر ال«الفيفا»على التدخل، فإن من حق أي فريق المطالبة بإعادة البطولة من جديد، لأن اللائحة أصبحت الآن غير «ملزمة»!! ثالثاً: أن ما حدث يدعونا جدياً إلى إنشاء اتحاد خليجي مستقل لكل بطولاتنا الكروية، أعتقد أنه حان الوقت لاتحاد خليجي كروي ينظم بطولاته باستقلالية واحترافية بعيداً عن الارتباط بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي. وأعتقد أن وجود رئيس ونواب وأعضاء في الهيكل التنظيمي لهذا الاتحاد الكروي سيوفر لنا المناخ المناسب للتطور والتنظيم... وأيضاً التكاتف في حل مشكلاتنا الخارجية والداخلية. [email protected]