سجلت حملات الدعاية الانتخابية في حفر الباطن، التي انتهت أول من أمس (الخميس) مظاهر «حيوية» كان أبرزها غياب المقرات الخاصة بغالبية المرشحات، فيما هناك من خصصت لها مقراً انحصر في لجنتها الإعلامية، لبحث سبل جلب أصوات ناخبين واستقطاب مفاتيح انتخابية قادرة على جلب أصوات أكثر. ولأنه «لا صوت يعلو على صوت القبيلة» فقد استعانت مقرات انتخابية بصورة كبيرة ولافتة بأعيان ووجهاء القبائل. وحرصت حسابات المرشح والمتابعين له في مواقع التواصل الاجتماعي بشدة على إبراز هؤلاء الأعيان. ومن المظاهر اللافتة في الدعاية غياب البرامج الانتخابية والوعود من غالبية المرشحين، بخلاف الدورتين السابقتين، ففي حين لم يقدم بعض المرشحين برنامجاً انتخابياً واضحاً واكتفى بطلب الدعم القبلي، فإن حديث البقية عن البرنامج الانتخابي اقتصر على كلمة في حفلة افتتاح مقره، مع الحرص على الكلام في العموميات من دون إسهاب أو تفصيل. وعزفت الدعاية الانتخابية في حفر الباطن بشكل كبير على «وتر القبيلة»؛ فلا أحد يتطرق إلى «الأكفأ»، إلا في نطاق القبيلة - أي «الأكفأ» من مرشحي القبيلة - وباتت عبارة «خير من يمثل القبيلة» هي السمة البارزة لوصف المرشحين. وعلى رغم أن قلة من المرشحين تعاملوا مع حملاتهم الانتخابية بوعي أكثر وعقدوا لقاءات مع الحاضرين في مقارهم الانتخابية، وناقشوا طلبات الناخبين ودور المرشح في تطوير بلده، فإن هذا الصوت تلاشى مع هدير التجييش القبلي للمرشحين. وكان لافتاً أن احتفالات افتتاح المقرات الانتخابية حوت في غالبها قصائد واستنهاض أبناء القبيلة للفوز بالمركز الأول وليس مجرد الفوز بمقعد انتخابي، كما كانت تلك الاحتفالات تختتم بشيلات وقصائد لقبيلة المرشح يرقص فيه الحضور الرقصات الشعبية، من قبيل العرضة، والدحة، والسامري، والتي تتنوع بتنوع الانتماء القبلي، وإن اتفق الجميع على أنغام الشيلات، ويشترك فيها كبار السن والشبان والأطفال. وعلى رغم انتهاء حملات الدعاية مع بدء «يوم الصمت»، فإن مؤيدي المرشحين لا يزالون يستنهضون ويراجعون أبناء القبيلة للفوز بمقعد، وبات واضحاً أمس حملات التحفيز على أي صوت.