{ في المحلة «زعيم الفلاحين» بدأ مشواره مع الساحرة المستديرة، سرعان ما سطع نجمه، وظهر للمرة الأولى مع المنتخب الأولمبي المصري في أولمبياد «لوس أنجليس» 1984 وبعدها انضم إلى صفوف منتخب مصر الأول وحصل معه على كأس أمم أفريقيا 1986 بالقاهرة، ثم أصبح قائد «الفراعنة» قبل أن يترك «البساط الأخضر». ليبدأ رحلة جديدة مع التدريب، حقق خلالها إنجازات كبيرة بدأت بقيادة «بلدية المحلة» للصعود إلى الدوري المصري الممتاز للمرة الأولى في تاريخ النادي المغمور. ثم كان على موعد مع العالمية في 2001، إذ قاد منتخب الشباب المصري في كأس العالم بالأرجنتين إلى المركز الثالث عالمياً، وهو أفضل إنجاز للكرة المصرية على المستوى الدولي، وبعدها تولى منصب المدرب العام «الرجل الثاني» في الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسن شحاتة، ليعود إلى منصة التتويج ثلاث مرات متتالية بتحقيق إنجاز قاري غير مسبوق وهو أمم أفريقيا، قبل الخروج من تصفيات كأس العالم 2010 بعد مباراة مصر والجزائر الشهيرة، ثم الفشل في الصعود إلى أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ منتخب «الفراعنة» ليقال الجهاز الفني ويعود إلى الدوري المحلي ليقود سموحة وبعدها الإسماعيلي، قبل أن يعود إلى منتخب مصر في دور الرجل الأول. المدير الفني لمنتخب مصر شوقي غريب حلّ ضيفاً على «الحياة» في حوار لا تنقصه الصراحة. كشف من خلاله مستقبل المنتخب المصري في الاستحقاقات المقبلة، فإلى الحوار: في البداية هل ترى أنك الأفضل محلياً لتقود المنتخب المصري؟ - اختياري كان بطريقة ديموقراطية من خلال التصويت الذي صبّ في مصلحة ملفي من بين عدد من الملفات التي تقدمت لشغل المنصب وجاء بغالبية الأصوات، وقيادة المنتخب المصري كانت حلم حياتي وليست مصادفة، وإنما بعد مشوار حافل بالبطولات ودراسة جيدة في عالم التدريب. هل طلبت من أحد أن يدعمك... وتحديداً هاني أبوريدة؟ - إذا قلت إنني لم أسعَ لهذا المنصب سأكون كاذباً، فأي مدرب يحلم بأن يقود منتخب بلاده، ولكن مشواري الكبير في التدريب هو الذي رشحني، إذ بدأت من الصفر، فالبداية كانت مع بلدية المحلة واستطعت بفضل الله أن أصعد بالفريق إلى الدوري المصري للمرة الأولى في تاريخه، وكان إنجازاً في بداية مشواري شجعني كثيراً. وإن كان أبوريدة دعمني فذلك لإيمانه بموهبتي واستطاعتي قيادة منتخب مصر وتحقيق أفضل النتائج، وعندما تدعمني شخصية بقامة أبوريدة فهو شرف كبير لي، لأنه أحد قيادات كرة القدم في العالم، وهي ثقة تضعني تحت ضغط نفسي كبير، وسأعمل جاهداً للهرب من الفشل وعدم إحراج رجل راهن على موهبتي. قلت في مقابلة صحافية سابقة «سأكمل مشوار برادلي».. كيف ستكمل مشواراً محصلته سلبية بحسب النتائج... وما تقويمك لتجربة المدرب الأميركي؟ - أولاً هذا التصريح فهم بطريقة خطأ، إذ قلت سأستعين ببعض اللاعبين من منتخب برادلي وسأضيف عليهم، ولكن مشوار برادلي فاشل، هذا الرجل جاء إلى مصر خلفاً لحسن شحاتة بعد تحقيق نتائج سيئة في مشوار تصفيات أمم أفريقيا، وكان المطلوب منه الوصول إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية، وللأسف فشل في المطلوب منه وخرجت مصر من تصفيات أمم أفريقيا 2013، وبعدها جددت الثقة به بعد فشله في المطلب الأول، وأسند إليه مطلب ثانٍ وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وبعد المشوار في المرحلة الأولى استطاع أن يتربع على قمة مجموعة ضعيفة ليعطي أملاً للشعب المصري بأن حلم كأس العالم أصبح على بعد 180 دقيقة، واصطدم في أول محك حقيقي أمام غانا وكأنه أراد ألا يغادر القاهرة من دون أن يترك للشعب المصري ذكرى أليمة لن تنسى، وكانت الخسارة التاريخية في الذهاب أمام غانا بسداسية وصفت بالفضيحة وتبخر الحلم، وعاد للفشل مرة أخرى، فبرادلي فاشل بدرجة قدير ولم يحقق شيئاً، ومحصلة قيادته لمصر صفر، بعيداً عن الشماعات المعروفة لتعليق الفشل مثل توقف النشاط المحلي وغيره. كيف ترى مستقبل منتخب مصر؟ - أنا مدرب طموح وأسعى لتحقيق نتائج تاريخية، ولذلك لديّ هدفان أساسيان أسعى إليهما، الأول إنشاء منتخب قوي يعيد إلى مصر مكانتها الأفريقية والعالمية، فمصر تستحق أن تتصدر المشهد الأفريقي رياضياً، لأنها مليئة بالمواهب، وكذلك بها قوة بشرية هائلة تستطيع أن تشكل منتخبات عدة، وسنسعى بكل طاقة للبحث عن المواهب المدفونة، ونعمل الآن على ترميم المنتخب المصري لنصل إلى الهدف الثاني، وهو منتخب قوي لديه خبرة ومتوسط أعمار لاعبيه من 23 إلى 25 عاماً يستطيع تحقيق إنجازات قارية ويصل إلى كأس العالم بسهولة، لذا فالهدف القريب هو الوصول إلى أمم أفريقيا 2015، ثم بلوغ كأس العالم في روسيا عام 2018، ولذلك قدمت للاتحاد برنامجاً أعتبره من وجهة نظري طموحاً، المرحلة الأولى تنتهي عام 2015، والمرحلة الثانية 2018 في كأس العالم. من صاحب الاختيار في المباريات الودية بعدما تردد عن تدخل الشركة الراعية للمنتخب المصري والاتحاد المحلي؟ - أنا صاحب القرار ولا أحد يفرض عليّ منتخباً بعينه. وأنظر إلى الاستفادة الفنية فقط، والأمور الإدارية الأخرى ليست من صميم عملي، وأحاول مقابلة منتخبات كبيرة للاستفادة منها من دون النظر إلى النتيجة، فالاحتكاك بمدارس أوروبية كبيرة أولاً يجعلنا نقف على مستوانا الحقيقي ونطوره، ولكن الاحتكاك بمنتخبات أفريقية ضعيفة ليس مفيداً، ويعطي انطباعاً غير حقيقي عن قوة منتخبنا، والتجارب الرسمية تكشف الحقيقة، وهي أخطاء وقع فيها الجهاز الفني السابق ولا أحب أن أكررها، لذلك اخترت منتخب البوسنة القوي الذي وصل إلى كأس العالم بعد تصدره مجموعته، فهو يضم عناصر جيدة، والنتائج لا تهم في التجارب الودية، والنقد أيضاً لا يهمني، ولن أنشغل به في المرحلة الأولى، وهناك وديات سيتم الاتفاق عليها لاحقاً، منها مع منتخبي تشيلي والإكوادور في الفترة من 25 أيار (مايو) إلى 5 حزيران (يونيو) المقبلين. ما هي آليات اختيار لاعبي المنتخب المصري؟ - أقيمت في الدوري المحلي حتى الآن نحو 100 مباراة شاهدت وأعضاء الجهاز الفني عدداً كبيراً منها ونختار أبرز العناصر، إضافة إلى المحترفين بالخارج، ولذلك أتمنى أن تستمر المسابقة لكي أتمكن من انتقاء عناصر مميزة. وهناك أمور أساسية اتفقت عليها وفريق عملي في اختيار اللاعبين، تتمثل في العمر وطريقة الأداء واللياقة البدنية، ومدى استجابة اللاعب للتعليمات ومهاراته الفردية، ولا يهم اسم الفريق الذي يلعب له، ولكن المهم طريقة أداء اللاعب، والدليل أن القائمة الأولى بعد استبعاد لاعبي الزمالك نظراً إلى ارتباطهم الأفريقي تضم 7 لاعبين للمرة الأولى من أندية مختلفة هم محمد فاروق (المقاولون العرب)، ومحمد رجب (بتروجيت)، وخالد قمر (اتحاد الشرطة)، وعمرو جمال (الأهلي) وجميعهم مهاجمون، إضافة إلى علي غزال المحترف في البرتغال، وإبراهيم حسن وشوقي السعيد من الإسماعيلي، وأؤكد أن باب المنتخب مفتوح للمجتهد وليس حكراً على نادٍ معين، فالمجتهد فقط هو الذي سيرتدي قميص «الفراعنة». بعض النقاد قالوا إن اختيارك مدرب حراس المرمى محمد سلام مجاملة لأنه ليس الأفضل؟ - هذا كلام غير دقيق، لأن محمد سلام من وجهة نظري أفضل مدرب حراس مرمى في مصر وأنا صاحب الاختيار والمسؤول عن المنتخب، وعند الإخفاق سأحاسب وحدي، فهل من المعقول أن أختار لنفسي الفشل؟ بالتأكيد لا، ولكن هذه هي حال بعض المنتقدين، إذ هاجمني بعضهم قبل أن أبدأ، ولذلك أترك الرد عليهم للميدان. كيف ترى عودة عصام الحضري بعد غياب عام كامل؟ - عودة الحضري إلى المنتخب المصري جاءت بموافقة أعضاء الجهاز الفني كافة، فالأمر بيننا شورى، وهو إضافة في مركزه والأفضل حتى الآن ولديه خبرة كبيرة، وسيعطي دافعاً كبيراً للمنافسة مع زملائه، فحراسة منتخب مصر أيضاً للأفضل، واسم الحارس لا يهم ولكن المهم أداؤه. حدثنا عن علاقتك بحسن شحاتة وتوترها في الفترة الأخيرة؟ - من قال لك إن علاقتي ب «المعلم» حسن شحاتة متوترة؟ علاقتي به من نوع خاص، علاقة الأخ بأخيه، شحاتة نجم كبير وعملت تحت قيادته سبعة أعوام، وفشل كل المغرضين في الوقيعة بيننا، ورفضت تولي منصب المدير الفني من دون علمه، ولكن للأسف الشديد ما فشل فيه البعض خلال سبعة أعوام استطاعوا أن يحققوه في سبعة أيام فقط، ويعلم الجميع أني غير ناكر للجميل، وشحاتة أخي الكبير تعلمت منه وحققت معه بطولات كبيرة، ويبقى في النهاية رمزاً للكرة المصرية، وأقول للإعلام المغرض كفوا عن الحديث في مثل هذه الأمور. كيف ترى الجماهير المصرية في الفترة الأخيرة والصدام الدائم مع الأمن وآخره في مباراة الزمالك الأفريقية؟ - الجماهير ستظل اللاعب رقم واحد في كرة القدم، من دونها لا طعم ولا لون ولا رائحة لكرة القدم، ولكن الجماهير التي أتحدث عنها هي جماهير ما قبل ثورة 25 يناير، هي جماهير كأس الأمم 2006 جماهير مصر الوفية، حين كانت المرأة تجلس بجوار الرجل لا خروج عن المألوف، الجمهور الملتزم الذي يخاف على فريقه من العقوبة ويشجع بمثالية بعيداً عن التعصب و«الشماريخ»، الجماهير التي تمنح فريقها الثقة والطمأنينة لا الخوف والرعب، ولكن روابط المشجعين الحالية لا توصف بجمهور، هي مجموعة من المخربين الخارجين عن القانون، وأقول لمصلحة من يفعلون هذا؟ هل هناك مشجع عاقل يوقف النشاط الذي يشجعه؟ هل قلت إنك تتفوق على محمود الجوهري في البطولات؟ - الجوهري قيمة رياضية كبيرة ومدرب عالمي، قلت إن الجوهري حصل على أمم أفريقيا لاعباً ومدرباً، وأنا أتفوق عليه كوني حصلت على أمم أفريقيا لاعباً ومدرباً ثلاث مرات، وهذا لا يقلل من شأن الجوهري فهو من أساطير الكرة المصرية. كيف ترى علاقتك بالإعلام؟ - علاقة مبنية على الود والمحبة، وأطالب الإعلام بأن يقف خلفي لأن له دوراً مهماً في توصيل الحقيقة والمساندة، والذي يريد أن ينتقدني عليه بالنقد البنّاء وأن يكون في إطار عملي، هذا هو الإعلام المطلوب في المرحلة الحالية. كلمة أخيرة لمن تقولها؟ - أقول للشعب المصري يجب أن نتكاتف ونعمل من أجل أن تعود مصر إلى مكانتها العالمية، علينا أن نعطي ظهرنا للجدل ونبدأ العمل في إطار من المحبة والود. ولوزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز: المسؤولية كبيرة ولكن أنت أهل لها، ستنهض الرياضة في عهدك. ولرئيس الاتحاد المصري جمال علام وأعضاء الاتحاد: سأعمل كل ما في وسعي أنا وأعضاء الجهاز الفني لنعيد للكرة المصرية مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. لهاني أبوريدة: شكراً للمساندة، وسنكون عند حسن الظن. للجماهير: متى تعود المحبة ويعود الوئام إلى الملاعب المصرية؟ «وحشتونا».