توسعت رقعة المعارك في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب سورية أمس بين قوات النظام ومجموعات من المقاتلين المعارضين بينها "جبهة النصرة"، مع استمرار المعارك في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، أن المعارك التي كانت احتدمت أول من أمس مع تقدم مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية و"النصرة" في اتجاه المعبر وسيطرتهم على ثلاث نقاط حدودية، أدت الى مقتل 34 شخصا بينهم خمسة مدنيين، بحسب حصيلة أوردها المرصد أمس. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "توسعت رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر"، وباتت "تشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك" الواقعة تحت سيطرة النظام. واشار الى دخول كتائب جديدة غير اسلامية على خط المعارك. في المقابل، قصفت قوات النظام قرى يسيطر عليها المعارضون، بينها الكبير والشحرورة وخان الجوز. وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان قوات النظام "دمرت مستودعا للصواريخ والذخيرة وعددا من السيارات المحملة بالاسلحة (...) في الكبير وبيت الشروق ومحمية الفرنلق والشحرورة وخان الجوز". وكان المقاتلون المعارضون تقدموا أول من أمس في اتجاه معبر كسب وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية ومبان على أطراف المدينة وتلة مشرفة عليها، بحسب المرصد. واشار عبدالرحمن الى "استمرار المعارك العنيفة" في محيط المعبر، وحصول "عمليات كر وفر" بين النظام ومقاتلي المعارضة. وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بريد الكتروني ان "الجيش الحر والكتائب الاسلامية تمكنوا من تحرير عدة ابنية لقوات النظام بالاشتباكات في مدينة كسب". الا أن مصدراً أمنياً سورياً اكد لفرانس برس ان قوات النظام "استعادت السيطرة على مخفرين حدوديين كان المسلحون دخلوا اليهما" الجمعة في معركة أطلق عليها المهاجمون "الأنفال". وأوضح المرصد أن المعارك ادت الى مقتل 16 عنصرا على الاقل من قوات النظام والدفاع الوطني، و13 مقاتلا معارضا، وخمسة مدنيين قضوا جراء قصف مقاتلي المعارضة قرية كرسانا ذات الغالبية العلوية. واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن، أنقرة بتوفير "تغطية" للهجوم على كسب، مطالبة مجلس الامن "بادانة هذا الاعتداء الارهابي على الاراضي السورية". وأتى تقدم المقاتلين في ريف اللاذقية بعد ايام من اعلان "جبهة النصرة" و"حركة شام الاسلام" و"كتائب انصار الشام" بدء "معركة الانفال" في الساحل السوري" ل"ضرب العدو في عقر داره". وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام، وتضم القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الاسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.