جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي توصيفه المبادرة الرئاسية بأنها «جدية وليست صادرة عن فرد، كما أنا أعلم، وعلى كل اللبنانيين أن يتطلعوا إليها وأن يلتقوا ويقرروا معاً ويصبح القرار وطنياً وشاملاً». وتحدث الراعي من مطار رفيق الحريري الدولي، قبل انتقاله إلى القاهرة في زيارة راعوية تتخللها لقاءات رسمية ودينية، عن اللقاء أول من امس، مع القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز والنائب إبراهيم كنعان الموفد من النائب ميشال عون، قائلاً إن «كل شيء يصب في ضرورة اتخاذ المبادرة بجديتها والتشاور بين الكتل النيابية والسياسية لكي يكون القرار شاملاً، لأن رئيس يأتي من دون أن يكون مدعوماً من الجميع لا يستطيع أن يحكم». وعن العوائق التي تحول دون لقاء أقطاب الموارنة الأربعة تحت سقف بكركي حتى الآن، قال: «أنا دعوت ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد أننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر». وكان الراعي وضع الحجر الأساس للمقر الجديد لإكليريكية «أم الفادي» إلى جانب كنيسة مار ميخائيل في محلة الشياح، بمشاركة السفير البابوي غابريل كاتشا وحضور شخصيات سياسية وروحية، وأشار «إلى الأهمية الجغرافية لهذه الإكليريكية»، وقال: «نعيش مأساة في لبنان، لأن الكلمة لا تطبق أي الدستور والقوانين والشرائع، فلا يكفي أن أعرف الدستور لأن البطولة ليست بالمعرفة بل بتطبيق المعرفة». وشدد على أن «البلد أمام مبادرة جدية لانتخاب رئيس للجمهورية، وحيث هناك حجر أساس لا يتضعضع شيء. الدولة تسقط من دون حجر أساس يمتثلوا للدستور يتهاوى البلد». وراوح الملف الرئاسي في مكانه بعدما تحولت المبادرة التسووية لتسمية النائب سليمان فرنجية دافعاً جديداً للتراشق السياسي، والمزيد من الجمود في مؤسسات الدولة. والتقى رئيس الحكومة تمام سلام أمس، وزير الاتصالات بطرس حرب، وناقشا وفق الأخير «العثرات التي واجهت الطرح السياسي لانتخاب رئيس للجمهورية، وما يمكن أن ينتج منها من ظروف سياسية جديدة». وأشار إلى أنه أثار مع سلام موضوع سقوط المناقصة لإدارة وتشغيل شبكات الخليوي في لبنان، مؤكداً «أن الوزارة في كل الأحوال قادرة على توفير الخدمات وأن شيئاً لن يتغير على الناس». ورأى أن سقوط المناقصة «لم يأت صدفة بل نتيجة تخطيط من لا يريدون أن يحصل لبنان على شركات جديدة تدير الشبكات الخليوية». وأمل بانعقاد مجلس الوزراء ل «الطلب منه الموافقة على إجراء مناقصة جديدة». وعن الملف الرئاسي قال: «إذا لم نستطع انتخاب شخص من الأربعة فما العمل؟ ومن قرر أن يجمع الأربعة عليه أن يجد مخارج لهذا الأمر»، لافتاً إلى أن «الذي سينتخب رئيساً لن ينتخب الأكفأ أو صاحب الخبرة الأكثر أو الأنظف أو لأن لديه القدرة أو التصور، بل سينتخب نتيجة التقاء ظروف دولية وإقليمية ومحلية لاختيار الشخص، وما يهمنا أن ينتخب رئيس للبنان يكون قادراً على مواكبة الزلازل الحاصلة في المنطقة وان يحفظ لبنان ويحقق مصلحته». وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري استقبل الوزير السابق عبدالله فرحات، الذي أكد «أن مبادرة ترشيح سليمان فرنجية لا تزال مطروحة بالجدية التي كانت عليها منذ البداية، وانتقلنا الى مرحلة ثانية تزيدها جدية هي مرحلة الأفكار وكان الرئيس بري منذ شهرين طرح هذا الموضوع في جلسات الحوار ولم يعط هذا الكلام حقه». واعتبر النائب ميشال موسى أن «لقاء عون- فرنجية أول من أمس، مهم على صعيد شرح المواقف، وهو لن يكون الأخير»، لافتاً إلى أن الرئيس بري «يرحب بأي اتفاق». وشدد على أن «هناك ترتيباً لأوضاع البيت الواحد». والموضوع نفسه بحثه رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون مع وزير الثقافة روني عريجي وطوني فرنجية. وقال شمعون بعد اللقاء: «هذا الاجتماع لعائلة لبنانية واحدة تفكر بجدية وتعمل لإخراج لبنان من هذا المأزق وترى الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية». وقال وزير الثقافة روني عريجي إن «ما يهمنا مصلحة لبنان في هذه المرحلة الدقيقة»، مشدداً على أنه «يجب عدم حرق المراحل». وكان عريجي قال بعد زيارته على رأس وفد من «تيار المردة»، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إن «المبادرة الرئاسية لم تجمّد بعد لقاء عون وفرنجية». وخلال لقاء حواري أجراه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الرابطة المارونية والمجلس العام الماروني، تحدث عن زيارته الفاتيكان وعن أنه وضع البابا «في حقيقة الوضع اللبناني»، لافتاً انتباهه الى أن «المطلوب مساعدتنا على انتخاب رئيس جديد، فأجابني أنه تحدث مع الرئيس باراك أوباما في الأمر ولم يترك مناسبة إلا وسعى إلى ذلك، لكن المشكلة أن المسيحيين غير موحدين». وأمل في أن تنسحب «بركة البابا على المساعي الجارية لانتخاب الرئيس».