باتت الدول الغربية مقتنعة بضرورة فرض عقوبات إضافية علي إيران بسبب برنامجها النووي، لكن الإجماع الذي تحتاجه، كما قال الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الاسبوع الماضي، لم يتحقق حتى الآن، بسبب الموقف الصيني الذي يطالب باعتماد الخيار السلمي والديبلوماسية لتسوية الملف الإيراني. واذا كان للصينيين علاقات اقتصادية مع الولاياتالمتحدة تعادل 10 أضعاف علاقاتهم الاقتصادية مع إيران، يجب تفسير موقف بكين علي هذا الأساس، إضافة الي المشاكل القائمة بين الصين والولاياتالمتحدة، وفي مقدمها صفقة السلاح الأميركية لتايوان. وثمة اعتقاد أن بكين لا تريد معارضة الرغبة الاميركية في فرض عقوبات اضافية علي طهران، بقدر سعيها الى استغلال الورقة الايرانية لتعديل علاقاتها مع واشنطن. وبناءً علي المصالح المشتركة مع الغرب، وتحديداً مع الولاياتالمتحدة، تحاول الصين أن تؤدي دور المعارض للعقوبات الجديدة التي قد تُفرض علي إيران، علماً بأنها لم تعرقل 3 قرارات أصدرها مجلس الأمن حتى الآن بفرض عقوبات اقتصادية علي إيران. ويعتقد مراقبون ان الصين ستعمل في أحسن الحالات علي تعديل مستوي العقوبات المقترحة علي إيران، من دون إغضاب الولاياتالمتحدة. ونصحت بكينطهران أكثر من مرة بضرورة عدم مواجهة الإجماع الدولي، وانتهاج خيارات تتيح الحصول علي الطاقة النووية السلمية، من دون إغضاب الغرب. وفي هذه الحالة، ستنال بكين رضي طهران، لأنها نقلت تصوّرات سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في هذا الشأن، والذي زارها أخيراً، للدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا)، كما ستحقق مصالحها مع الولاياتالمتحدة، علي المستوين السياسي والاقتصادي. ويبدو ان الإدارة الأميركية التي لم تنجح منذ تسلّم اوباما منصبه، في فتح باب العلاقات مع إيران، لأسباب عدة، خضعت لضغوط اللوبي اليهودي والكونغرس الأميركي لتشديد الضغوط علي طهران، ومنعها من امتلاك الطاقة النووية، حتى اذا كانت ذات طابع سلمي، لأن ذلك يعني زيادة التوقعات الإيرانية في المجالين الإقليمي والدولي.