بعد 12 عاماً من عصر القراءة المجانية للمواقع الإلكترونية للصحافة المطبوعة في بريطانيا، أعلنت صحيفة «تايمز» اللندنية نهاية عصر القراءة المجانية لطبعتها الإلكترونية بدءاً من حزيران (يونيو) المقبل، موضحة أن تصفح طبعتيها اليومية والأسبوعية سيكلف القارئ جنيهاً إسترلينياً لليوم الواحد (1.49 دولار)، وجنيهين (3 دولارات) للأسبوع. الصحيفة الشهيرة أشارت إلى أن خطتها تقوم على الفصل التام بين الطبعة الورقية والطبعة الإلكترونية. وأضافت انه بحلول شهر أيار (مايو) المقبل، سيكون الموقع الإلكتروني الجديد جاهزاً للتسجيل وعرض الطبعة الإلكترونية التجريبية مجاناً لمدة شهر، على أن ينتهي العرض المجاني بدخول شهر حزيران، ويبدأ عصر القراءة الإلكترونية المدفوعة. واعترفت ريبيكا بروكز، الرئيسة التنفيذية لشركة «نيوز انترناشيونال» ناشرة الصحيفة بأن «فرض رسوم اشتراك للتصفح الإلكتروني سيؤدي الي انخفاض كبير في عدد المتصفحين»، لكنها استدركت أن «المسجلين في الموقع سيكونون أكثر التزاماً وتفاعلاً مع ما ينشره الموقع». ولم يعلق على الخطوة إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، مالك الشركة الناشرة ل «تايمز» بالإضافة إلى صحيفة التابلويد الشهيرة «صن» بنسختيها اليومية والأسبوعية. إلا أن رئيس تحرير «تايمز» جيمس هاردينغ اعترف بأن هذا التغيير يعد مغامرة، ولكنه شبهه بما حدث منذ سنوات مع صناعة الموسيقى التي اعتقد البعض أنها ستمنى بخسائر فادحة بسبب تقنيات التحميل من الإنترنت. وأوضح هاردينغ في تصريح صحافي أن صناعة الموسيقى عادت مرة أخرى للانتعاش بعدما أصبح تحميل الأغاني غالباً في مقابل اشتراكات. ويرى خبراء ومتخصصون أن الخطوة التي اتخذتها «تايمز» ستكون مميته في حال قررت الصحف الأخرى الاستمرار في سياسة التصفح المجاني، إذ يبلغ عدد زوار موقع صحيفة «غارديان» البريطانية الرصينة على الانترنت 37 مليون شخص حول العالم في الشهر الواحد، وتكمن المفارقة في أن ذلك سبّب زيادة مبيعات النسخة الورقية للصحيفة بما يصل الى 20 في المئة، بحسب أحد مديري التحرير فيها. وأوضح تقرير «أي بي سي» ABC organization البريطانية المتخصصة في مراقبة توزيع الصحف في بريطانيا لشهر كانون الثاني (يناير) الماضي، أن هناك انخفاضاً هائلاً في توزيع الصحف البريطانية بنسب بلغت 11.8 في المئة لصحيفة «دايلي تيلغراف»، و 17.7 في المئة ل «تايمز»، و8.5 في المئة لصحيفة «فاينشيال تايمز» الاقتصادية الشهيرة، ثم 15.8 في المئة لجريدة «غارديان»، وأخيراً 13.8 في المئة لصحيفة «اندبندنت». وتتصدر «دايلي تيلغراف» صدارة توزيع الصحف البريطانية الرصينة ب 700 ألف نسخة يومياً، وتحل «تايمز» في المرتبة الثانية بنحو نصف مليون نسخة، ويقل توزيع «فايننشال تايمز» قليلاً عن 400 ألف نسخة، لتأتي بعدها «غارديان» ب 300 ألف نسخة، فيما لا يزيد ما توزعه «اندبندنت» عن 186 ألف نسخة يومياً.