كشفت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن البيان الختامي لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض المتوقع صدوره اليوم (الخميس)، يتضمن تلخيصاً للثوابت الوطنية وموقف المعارضة من الحل السياسي ورؤيتها للمرحلتين التفاوضية والانتقالية، والمراحل الأخرى في ما يخص مستقبل سورية. كما سيتضمن استنكار الهجمات الروسية على الشعب السوري، لافتة إلى تضمنه ضرورة تشكيل فريق تفاوضي للذهاب إلى طاولة المفاوضات وفق رؤية موحدة ينتهي إليها المجتمعون في الرياض. وقال الأمين العام السابق للائتلاف السوري الدكتور نصر الحريري في تصريح ل«الحياة»: «ستتم مناقشة أحد أهم مخرجات المؤتمر، المتمثل في تكليف فريق يحمل ملف المفاوضات بناء على الموقف التفاوضي الذي يصل إليه المتحاورون، فالمجتمعون في الرياض اتفقوا على رؤية موحدة تتضمن تعبيرها عن الاستعداد للحل السياسي الذي يحقق متطلبات الشعب السوري، وما دفع من أجله ثمناً غالياً». وأفادت مصادر تحدثت ل«الحياة» أن جلسات مؤتمر الرياض في يومها الأول، تركزت على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في الثوابت الوطنية، ورؤية المعارضة للحل السياسي، والتفاوض في المرحلة المقبلة. فيما أوضح الحريري أن «هذا يعني أن بشار لن يكون له دور في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية»، مبيناً أن رؤية المعارضة تستند إلى أهمية أن يكون الحل السياسي وفق مرجعية جنيف وقرار مجلس الأمن 2118 والقرارات الأخرى ذات الصلة المتعلقة بهذا الموضوع، إذ كان قرار مجلس الأمن ينص على أن «التسوية السياسية تبدأ بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي». وقال المعارض السوري: «إن بشار الأسد بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها لا يمكن أن يُقبل بوجوده كما لا يمكن تحقيق أي أمن واستقرار في وجوده، ولا يمكن تشكيل هيئة حكم انتقالي فعلية تمارس صلاحياتها على الأرض، كما لا يمكن القضاء على الإرهاب وهذا التطرف الذي صنعه وجمع السوريين على هدف مشترك». وأشار إلى أن مداخلات عدة خلال جلسات المؤتمر استنكرت التدخل الروسي في سورية، وأجمعوا على ضرورة أن تقوم بدورها وسيطاً ودولة راعية للسلام في سورية بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن، لبناء الثقة مع السوريين عبر إيقاف هجماتها التي تستهدف المدنيين هناك حتى يكون للعملية السياسية صدقية لدى السوريين. وأفاد نصر الحريري أن «المعارضة جاهزة للدخول في مفاوضات جدية ترعاها الأممالمتحدة ويكون هناك ضغط حقيقي على النظام للحضور على طاولة المفاوضات بنية الوصول إلى حل السياسي، وليس بنية إضاعة الوقت وسفك المزيد من الدماء»، مؤكداً أن «أجواء مؤتمر الرياض كانت إيجابية وسط نقاشات صريحة وشفافة»، لافتاً إلى أن جميع جهات المعارضة اتفقت على الثوابت العامة ووحدة الأراضي السورية والشعب السوري.