من المنتظر أن نشاهد مباريات قوية اعتباراً من اليوم وغداً، تكون خير ختام للموسم الرياضي الكروي لهذا العام، لكن كيف كان موسمنا الكروي من الناحية الفنية؟ وهل حقق ما يرجى منه، ليزيد من قوة الكرة السعودية؟ عندما تدخل الاستحقاقات المقبلة، فلا بد أن يكون هناك فريق دراسة متخصص في اتحاد الكرة يرصد الإيجابيات والسلبيات بشكل علمي دقيق، ويقود هذا الفريق نتائج الرصد والدراسة مع نهاية الموسم، لكي يتم تلافي السلبيات وعلاجها، ومن ثم تطوير الإيجابيات بما يساعد في استمرارها وتطورها. فلو تحدثنا بشكل إنشائي يفتقر للدقة والمهنية، فإننا نستطيع أن نستخلص العديد من الإيجابيات، فزيادة مداخيل الأندية المادية واحدة من أهم مزايا الموسم بفعل الرعاية التي حظيت بها بعض الأندية الرياضية، وإقدام القطاع الخاص على دخول المجال الرياضي، أضف إالى ذلك ارتفاع مستويات بعض الأندية، ما زاد من حدة المنافسة وظهور مباريات عالية المستوى زادت من المتابعة الجماهيرية، كما أن الحضور الجماهيري لم يكن مثل السابق، لقد أصبحت الملاعب غنية بالمتابعة الجماهيرية على عكس المواسم السابقة التي كانت فيها الأندية تستجدي جماهيرها بالحضور والمساندة. ومن الإيجابيات أيضاً اهتمام الأندية بإحضار المدربين الأكفاء، أيضاً من الإيجابيات عدم وجود التداخل الكبير بين مباريات المسابقات كما حدث في الموسم السابق، بل إن التداخل إن حدث فهو بنسب طفيفة جداً زاد من حال التركيز الجماهيري وحتى من ناحية الأندية، كما أن هناك تناقصاً ملحوظاً بين الموسمين الحالي والفائت في المباريات المؤجلة، وهو دلالة على حال الاستيعاب التي ظهر عليها مسيرو المباريات، والاستفادة من أخطاء الموسم السابق، ونقطة مهمة جداً وأساسية في موضوع الإيجابية، وهي استقدام بعض الأندية للاعبين محترفين غير سعوديين على مستوى عال جداً، ما أسهم في إيجاد مباريات قوية جداً. ومن إيجابيات الموسم البداية الجيدة للفرق السعودية، التي تمثلنا في مباريات خارجية، واحتمال أن تقفز الأندية السعودية خارجياً إلى مراتب أفضل مما حققته في الموسم الماضي عندما خرجت ثلاثة فرق دفعة واحدة من دور ال16، كما اختفت بشكل ضئيل مشكلات الأندية مع لاعبيها، من حيث تجديد العقود، كما خفت المشكلات التي طرحت على طاولة لجنة الاحتراف قياساً بالموسم الماضي، أيضاً من إيجابيات هذا الموسم اعتماد فريق عمل تطوير المنتخبات السعودية. والحقيقة أن الإيجابيات كثيرة في هذا الموسم، لكنها بحاجة إلى رصدها ودرسها من الفريق المقترح، ما يسهم في وضع أي مشكلة أمام المعالج. ومن سلبيات هذا الموسم، والتي يبدو أنها لن تمر مرور الكرام، عدم تأهل المنتخب السعودي ل«المونديال»، ووجود إداريين في بعض الأندية يتعاملون مع فرقهم على حساب المصلحة العامة، من خلال الإصرار على مشاركة لاعبين انخفضت مستوياتهم إلى الحد المخيف، لكننا نظل نشاهدهم أساسيين يلعبون من أجل الحضور فقط من دون أي مردود فني، كما أن المتابع يلحظ أن بعض الأندية لديها هدر مالي غير مبرر، سواء من خلال صفقات ضعيفة أو مشكلات مع لاعبيها أو مدربيها حول الأمور المادية، ما أفقدها الكثير من التركيز وتردي مستويات التنظيم المالي والإداري. إن وجود فريق دراسة متخصص ومتفرغ لمثل هذه الأمور سيقضي على الكثير من السلبيات، ويعزز الإيجابيات، ونجد أنفسنا نتطور من موسم إلى آخر في لمح البصر، أما إذا تركنا المسألة لمن ينظرون في الإعلام، فإننا لن نأتي بجديد ونظل ندور حول نقاط معينة تعني هذا النادي وذاك، وهو سبب تأخر الكثير من تطلعاتنا. [email protected]