أكدت المفوضية السودانية للانتخابات أمس، رفضها دعوة بعض اقطاب المعارضة الى تأجيل الانتخابات المقررة في 11 نيسان (ابريل) لشهر واحد، في حين أفلحت اتصالات سرية قادها حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في إقناع قوى معارضة في العدول عن موقفها بمقاطعة المنافسة في مقابل وعدها بحصة في مجلس الوزراء الجديد. جاء ذلك في حين اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير مقاطعة بعض المعارضين «هروباً من الهزيمة». وقال عبدالله أحمد عبدالله نائب رئيس المفوضية اليوم، عقب لقائه المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان سكوت غرايشن، إن المفوضية تؤكد قيام الانتخابات في موعدها المقرر بين 11 و14 نيسان (أبريل) الجاري. وذكر أن كل الترتيبات اكتملت لانطلاق عمليات الاقتراع في موعدها. وأوضح للصحافيين أن المفوضية أجابت على استفسارات المبعوث الأميركي في شأن الاستعدادات ومراكز الاقتراع ومطالب الأحزاب المعارضة. وأكد عدم وجود أي اتجاه لتمديد العملية أو تأجيلها. أما غرايشن فقال إنه «واثق» من أن الانتخابات ستجرى بحسب الموعد المقرر، ومن أنها ستكون «نزيهة وشفافة قدر الإمكان». وأضاف أن أعضاء المفوضية منحوه الثقة في العملية الانتخابية. على صعيد القوى السياسية، قالت القيادية في حزب «الأمة» المعارض مريم الصادق المهدي إن الاخير متمسك بإجراء إصلاحات لضمان حرية الانتخابات ونزاهتها. وأوضحت أن سائر أحزاب المعارضة تشاطر حزبها معظمَ هذه المطالب، مشددة على أن الوقت لم يفتْ لإنقاذ الانتخابات. وأكدت أن حزبها سيقاطع الانتخابات ولن يعترف بنتائجها في حال لم تُستجب مطالبه بحلول الثلثاء المقبل. في المقابل، أكد «الحزب الاتحادي الديموقراطي» بزعامة محمد عثمان الميرغني المشاركة في الانتخابات البرلمانية والإقليمية، ومقاطعة الرئاسية. وقال عضو المكتب السياسي للحزب أحمد علي أبو بكر إن حزبه قرر المشاركة في العملية الانتخابية بكل مستوياتها في كل ولايات السودان، عدا رئاسة الجمهورية. وأمام حشد جماهيري في مدينة كسلا شمال شرقي السودان، أكد الرئيس السوداني التفرغ بعد انتهاء الانتخابات للتحضير للاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، وحيا مواقف «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الداعم لإجراء الانتخابات فى موعدها. وانتقد فى الوقت ذاته مواقف المعارضة التي تدعو إلى التأجيل للعملية الانتخابية. وأعرب عن أمله في أن تخوض المعارضة الانتخابات ببرنامج واضح في مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية التي تهم السودان، ولكن برنامجها لم يعتمد سوى على هزيمة حزب «المؤتمر الوطني» الذي يتزعمه. وفي خطاب جماهيري آخر في مدينة حلفاالجديدة في شرق البلاد عصر أمس، اعتبر البشير أن نتيجة الانتخابات بدأت تظهر بعدما فكر المعارضون في الانسحاب المنافسة. ورأى أن فترة حكمه شهدت تغييراً في الولاءات السياسية بسبب انتشار التعليم، وانتقد فترة حكم رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي واتهمه بإفقار البلاد وشعبها.