تبدأ في الرياض اليوم أعمال القمة الخليجية في دورتها ال36، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضور قادة دول الخليج العربي، وسط توقُّعات بأن تكون هذه القمة من أكثر القمم الخليجية أهمية، في ظل تشابك ملفات. واستقبل خادم الحرمين في مكتبه بقصر اليمامة أمس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، وبحثا في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك. وستستمر القمة يومين، وتبحث الأزمة السورية، والتطوّرات الأخيرة في اليمن، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية في ظل هبوط أسعار النفط. وقال مدير الشؤون الإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون الدكتور أحمد عبدالملك ل «الحياة»: إن قمة الرياض تُعقد في ظل وجود اختلافات بين دول الأعضاء في ما يتعلق بالأوضاع في اليمن، والموقف في سورية. وأضاف أنه يختلف مع رؤية الزياني من أن «دول التعاون متّفقة تماماً في شأن الأزمة اليمنية»، لأن هناك تشابكاً في المواقف، وعدم وضوح في مواقف أخرى، وحجم المشاركة في «عاصفة الحزم» يؤكد ذلك التشابك. وعن الأزمة في سورية، قال عبد الملك أن هناك «ضبابية في ما يتعلق بدعم بعض الجهات المتقاتلة، وهناك أيضاً تشابك حول الدور الروسي والدور التركي في سورية، يؤثر في الموقف الخليجي». وبالنسبة الى العلاقات مع إيران قال إن هناك تفاوتاً في حال العداء معها، وإيران «لم تستجب الدعوات المتكررة لإقامة علاقات حسن جوار والكفّ عن التدخُّل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، إضافة إلى عدم تجاوبها مع الدعوات الى حل النزاع على الجزر الإماراتية التي تحتلها». ورأى أن «الهاجس الأمني سيكون الأكثر بروزاً في قمة الرياض، خصوصاً بعد اكتشاف خلايا وأسلحة في البحرين والكويت هذه السنة». وتوقّع عبدالملك التركيز على الإرهاب بصورة أكثر في قمة الرياض، استناداً إلى القرار 2170 الصادر في آب (أغسطس) 2014، تحت الفصل السابع، خصوصاً ما يتعلق بتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة». وقال: «بعد حوادث إرهابية هذا العام في بعض دول المجلس وفي دول الجوار أرى أن هذا الملف شائك، نظراً إلى تعدُّد الأطراف المتشابكة في العراق وسورية، وأيضاً لدور الذهنية التي ساهمت في تشكُّل تلك الجماعات داخل بعض دول المجلس، إضافة إلى الدّعم والتخطيط المتشعّب الأطراف على المستوى الدولي. وهناك من يشير بأصابع الاتهام إلى بعض الدول الكبرى ودورها في خلق بعض التنظيمات، ومن داخل دول أوروبية وفي الولاياتالمتحدة».