تواصل مجموعة القرصنة الإلكترونية «أنونيموس» حربها على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بشنها هجمات إلكترونية تستهدف مواقعه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. وشجعت خطوة المجموعة قراصنة آخرين في العالم، ودفعتهم إلى شن حرب مفتوحة ضد التنظيم الإرهابي. ويعكف أعضاء المجموعة حالياً على إجراء بحث موسع حول المواقع التي يستخدمها التنظيم والحسابات الخاصة به، خصوصاً على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي «توتير» و «فايسبوك» و «سناب شات» و «تيليغرام» و «أنستغرام» بهدف التعقب والمراقبة الإلكترونية لكل تغريداته وكتاباته وكل ما ينشره من صور أو مقاطع مصورة بغية الوصول إلى ثغرة تساعدهم في إغلاق تلك الحسابات المحرضة على العنف والتدمير وقتل الأبرياء. وتهدف «أنونيموس» إلى منع أعضاء «داعش» من الوصول إلى الآخرين والتواصل معهم، ومنعهم من جذب المزيد من المتابعين والمؤيدين، إضافة إلى قيام أعضاء «أنونيموس» الذين ينتشرون في مختلف دول العالم، بشن هجمات تعرف ب «دي دي أو إس» (DDoS)، وهي هجمات تتم من طريق إغراق المواقع بسيل من البيانات غير اللازمة يتم إرسالها من طريق أجهزة مصابة ببرامج، وتهدف إلى حجب الخدمة. وبدأ أعضاء «أنونيموس» معركة فعلية بعدما أعلنت المجموعة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يتوجب على أي شخص يتوصل إلى شخص متعاطف مع تنظيم «داعش» من خلال المصادفة عبر دردشة من خلال الشبكة العنكبوتية أن يرسل معلومات حساب هذا الشخص إلى «أنونيموس» لتتولى تعقب الحساب واختراقه، وهذا يسهل من عملية البحث. وقال مراقبون أن مشكلات عدة تواجه قراصنة «أنونيموس» لكون الكثير من عناصر تنظيم «داعش» يمتلكون مهارات تقنية عالية تقوم بالحرب نفسها ضد الحسابات المعادية لها. وأوضح الناطق باسم «أنونيموس» في تصريحات سابقة أنهم يعملون في البداية على جمع المعلومات من أجل الكشف عن المواقع التابعة للتنظيم وغيرها من المواقع القريبة منه، لافتاً إلى أن الهجوم على مواقع «داعش» يتم عند التوصل إلى المعلومات الخاصة بتلك الحسابات. وأضاف: «نرصد يومياً نحو 400 حساب له علاقة بالتنظيم الإرهابي، ونحن نقوم بذلك بهدف تجفيف جميع منابع تلك المواقع الدموية والعمل على عرقلة عملها وتعطيل خطواتها، والعمل على الحيلولة دون تجنيد أشخاص جدد للتنظيم»، واصفاً الهجوم الأخير على باريس ب «الوحشي». وأشار إلى أن «التنظيم يشن هجوماً على البشرية جمعاء، ونحن حماة البشرية، وسنتولى إنزال خسارة كبيرة به». وكانت مجموعة «أنونيموس» نشأت في عام 2003، وتطورت لتصبح من أكبر جماعات القرصنة في العالم. وكلمة «أنونيموس» تعني «مجهول» في اللغة الإنكليزية، وتستخدم على الإنترنت منذ نشأته لتصنيف الأشخاص المشتركين في غرف المحادثة من دون بيانات، فكان يظهر مكان الاسم كلمة «أنونيموس» أو مجهول.