دأبت فرق الفنون الشعبية في منطقة جازان على دعم المقاتلين في الحدود الجنوبية للمملكة، وبث الحماسة في نفوس المرابطين، بأداء رقصة شعبية حماسية، اتفقوا على تسميتها «رقصة الجيش». ولا تكاد تخلو مناسبة سعودية إلا وتقدم الرقصات الشعبية، التي تشارك فيها فرق متخصصة. وعلى رغم حداثتها، إلا أن «رقصة الجيش» تحظى بشعبية واسعة، ويتم طلبها كثيراً، وفي جميع المناسبات الحماسية، والأعراس، والمهرجانات، وخلال الاحتفاء بمقاتلي «الحد الجنوبي». وقال أبوصالح، وهو أحد منسوبي فرقة «فينان الشعبية» إن رقصة الجيش لا يتقنها أي شخص، فدق طبول «القعب»، و«الزير»، و«الدف» مكملة لبعضها. فيما يقود المجموعة شخص متمكن في سرعة الضرب على الدف والرد بمهارة عالية يتفاعل معها الجمهور بسرعة وحماسة عاليين». وأشار إلى أن قائد «رقصة الجيش» حمد عزيز فينان، وعلى رغم صغر سنه، إلا أنه اكتسب مهارة من والده الراحل عزيز فينان، الذي قاد الرقصة أثناء احتفالات الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) عندما زار جازان، قبل أعوام. وتختلف جودة نغمات الطبول بين دف وآخر. ولا يتقن الضرب إلا صاحب الدف أو متمكن فيه. وذكر أبوصالح أن هناك تنافساً شديداً بين الفرق، وخصوصاً في «رقصة الجيش»، التي يتم طلبها كثيراً. وقال: «إن بعض ضاربي الدفوف يسمونها بمسميات مناسبة ما، مثل «رقصة الجيش»، ويسمى «القعب» الذي يضرب به أو الدف باسم «عاصفة الحزم»، في حين تسمى البقية بأسماء أخرى، مثل «النشرة» و«صبيا»، وغيرهما من المسميات التي تتفق مع الحدث. ولا يمكن لأي شخص أن يأخذ دف الآخر. لأن هناك تنافساً شديداً لإبراز مهارة كل شخص في ضرب الدف». بدوره، قال زميله في الفرقة أبوسالم: «إن حركات الرقص في «رقصة الجيش» متنوعة، بخلاف بقية الألوان والرقصات الأخرى، فالرقص فيها بحركتين فقط»، مبيناً أن «رقصة الجيش» معروفة في عسير، وجازان بالرقصات نفسها، إلا أن الجازانية بكسرة، وعسير بكسرتين.