وزعت حركة «طالبان» تسجيلاً صوتياً لزعيمها الملا أختر محمد منصور تنفي فيه ما أشيع أخيراً عن تعرضه لمحاولة اغتيال على يد أحد القادة الميدانيين، مؤكدة أنه بصحة جيدة ولم يزر منذ سنوات عدة منطقة كاتشلاك القريبة من كويتا التي قيل إنه استهدف فيها بإطلاق نار. وبلغت مدة الرسالة الصوتية التي وزعت ليل السبت الأحد، 16 دقيقة، طالب خلالها منصور الصحافة بتوخي الدقة في نقل الأخبار كما طالب «المجاهدين» بتجاهل «إشاعات مغرضة»، قال إنها تهدف إلى إحداث شرخ داخل الحركة. وأكد منصور وحدة «طالبان» وعدم وجود انشقاقات في صفوفها، داعياً مسلحيها وعلماءها وقادتها إلى مزيد من الوحدة ورص الصفوف والاستعداد لمواجهات مقبلة، كما جدد الدعوة إلى إقامة الشرع في أفغانستان. وشدد زعيم «طالبان» على أن هدفها ليس السلطة والسيطرة، بل تحكيم الشرع، مؤكداً عدم إلقاء السلاح قبل تحقيق هذا الهدف. وشككت الحكومة الأفغانية بصحة التسجيل الصوتي المنسوب لملا منصور، مشيرة إلى أنها تعكف على دراسته مع «يقينها» بأن زعيم «طالبان» أصيب في تبادل لإطلاق النار في منطقة كويتا الباكستانية. كما نسبت وسائل إعلام في كابول إلى «مسؤولين في طالبان» لم تسمهم، تشكيكهم بصحة التسجيل الصوتي وتأكيدهم أن منصور توفي متأثراً بجروحه. غير أن المحلل السياسي الباكستاني رحيم الله يوسفزي المعروف بقربه من قيادات «طالبان»، أكد صحة التسجيل الصوتي، مستغرباً في الوقت ذاته، تأخر الحركة خمسة أيام لإذاعة النفي بعد انتشار أخبار إصابة منصور ووفاته. لكن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» برر التأخر بإجراءات أمنية، مؤكداً وجود منصور داخل الأراضي الأفغانية، وأن الحركة تمهلت حرصاً على عدم كشف مكان تواجده. وأجرى عدد من وكالات الأنباء اتصالات مع عبد الله سرحدي القائد الميداني في «طالبان» الذي قيل إن منصور قتل في منزله. ونفى سرحدي الذي أفادت تقارير سابقة أن حراس زعيم «طالبان» قتلوه بعد الحادث مباشرة، أن يكون استضاف منصور في منزله.